أكد وزير الموارد المائية عبد المالك سلال أن صيف 2012 سيكون الأوفر على الإطلاق منذ سنة 1999 من حيث تزود المواطنين وقطاعي الفلاحة والصناعة بالمياه في الجهات الأربع من الوطن، موضحا أن نسب امتلاء السدود ال 65 العملية حاليا ستصل إلى ما فوق 80 بالمائة لوتستمر وتيرة تساقط الأمطار والثلوج حتى نهاية شهر فيفري الجاري، الأمر الذي يسمح بضمان تموين المواطنين بالماء الشروب على مدار ساعات اليوم في عواصم كل ولايات الوطن وأيضا رفع حجم المياه الموجهة للقطاع الفلاحي أولا والصناعي ثانيا . وقال سلال أن المعطيات التي تم جمعها من طرف مصالح الدراسات والاستشراف التابعة للوزارة خلال شهر نوفمبر الماضي تغيرت بداية من الأسبوع الأخير من شهر جانفي وحلول شهر فيفري، حيث رفعت من حجم التوقعات بخصوص نسب امتلاء السدود من 10 بالمائة إلى حدود 20 بالمائة، خصوصا وان مؤشرات مصالح الأرصاد الجوية الخاصة بالأسابيع الثلاثة المتبقية من الشهر الجاري تشير إلى استمرار الاضطرابات الجوية وبالتالي حجم تساقط الأمطار والثلوج على علو أدنى يقدر ب 600 متر مع استمرار انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من 12 درجة في المناطق الشمالية والهضاب العليا، الأمر الذي يجعل من تدفق مياه الثلوج مؤجلة إلى بدابة شهر أفريل وهو ظرف ملائم جدا للقطاع الفلاحي وسيساعد على التقليص من استغلال المياه الجوفية. ورغم هذه المعطيات المطمئنة، أبقى سلال على حصة 170 لتر من المياه للفرد كمعدل وطني، لكنه لم يستبعد رفعها وذلك حسب المعطيات العامة التي سيتم جمعها أواخر مارس وبداية أفريل المقبلين .
تجاوزنا مرحلة شح المياه ودخلنا مرحلة التحكم في التسيير
وأضاف سلال أن الجزائر قد تجاوزت مرحلة شح المياه نتيجة للإنجازات العديدة التي حققتها مثل المنشآت والسدود ومشاريع تحويل المياه وتحسين عمليات التوزيع، بالإضافة إلى الدراسات التي تهتم بتفادي تسربات المياه والتي تعود إلى شبكة القنوات القديمة. وفي هذا الصدد قال الوزير أن القطاع حاليا بصدد التحضير لمشاريع تحديث شبكات المد والتوزيع في 50 مدينة عبر الوطن في انتظار استكمال برنامج يضم أكثر من 800 مدينة خلال المخطط التنموي الجاري 2010- 2014. مشاريع محطات تحلية جديدة في إطار مخطط النمو 2010-2014
وأفاد سلال الذي حل أمس الأول السبت ضيفا على برنامج "حوار الأولى" للقناة الإذاعية الأولى، أن الرهان الحقيقي المطروح حاليا أمام مصالحه يكمن في إنجاح المشاريع التي تتابعها في مجالات عديدة أولا تجديد شبكات التوزيع الحالية خصوصا تلك التي لم تجدد منذ أكثر من 20 سنة ومد شبكات جديدة إلى المناطق التي ما تزال محرومة من مياه الحنفيات، بالموازاة متابعة مشاريع تحلية مياه البحر، مؤكدا أن الوزارة وبالتنسيق مع مختلف المؤسسات القطاعية ماضية في رفع تحدي معالجة 1 مليار متر مكعب من مياه البحر مع نهاية سنة2014، وفي هذا الصدد قال سلال أن الوزارة ستسلم خلال السنة الجارية محطات تحلية جديدة في 3 ولايات ساحلية لتضاف إلى 44 محطة ناشطة حاليا في 8 ولايات. وبخصوص جديد مشروع تطهير وادي الحراش، قال سلال أن الدراسات التقنية التي تابعها مكتب الدراسات الكوري الجنوبي منذ 2010 قد استكملت وأن مصالحه حاليا بصدد بحث ودراسة إعلان مناقصة وطنية ودولية للمشاركة في مشروع تطهير الوادي وتحويله إلى منشأة بيئية وسياحية . وقد أبدى الوزير تفاؤله بأن يرى المشروع النور بداية من العام الجاري على أن يسلم كاملا مع نهاية العام 2015 على أقصى تقدير،وفي هذا السياق قال سلال أن أجال هذا المشروع قد تبدوطويلة لكن في الواقع طبيعية بالنظر إلى النتائج التي توصلت إليها الدراسة التقنية للكوريين حيث كشفت أن 95 بالمائة من النفايات المتراكمة في وادي الحراش منذ سنوات هي عبارة عن نفايات سائلة ناجمة عن المحروقات والنفايات الصناعية الصلبة وهوالوضع الذي يتطلب عملية تطهير واسعة النطاق.أما بخصوص وادي سيبوس بولاية عنابة قال سلال أن هذا الوادي يعاني من مشاكل تلوث جد معقدة، موضحا أن مصالحه شرعت منذ أشهر في عمل مشترك مع وزارة البيئة وتهيئة الإقليم للاتفاق على خطة عمل تمهيدا لإطلاق مشروع كبير من أجل تطهيره وقد يستهلك حسب سلال حوالي 36 شهرا.
تجربة الجزائر في قطاع الموارد المائية ..محل اعتراف أممي
وكان الأمين العام المساعد للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة للإسكان، قد أشاد بحر الأسبوع المنصرم بتجربة الجزائر في مجال تسيير الموارد المائية حيث وصفها ب " المهمة " لاسيما في ما يخص تنويع الموارد المائية وبناء السدود وتحلية مياه البحر. مؤكدا أنه يجدر ببلدان إفريقيا جنوب الصحراء التي تعاني من نقص في الموارد المائية أن تستفيد من التجربة الجزائرية في هذا المجال، وهوالمسعى الذي أعربت الجزائر على لسان وزر القطاع عبد المالك سلال عن تعزيزه مع البلدان الإفريقية .