عندما يتحول الحوار بين الزوجين من لغة تفاهم إلى مصدر للخلاف والاتهام المتبادل قد يضطر الزوجان إلى الصمت، فماذا يفعلان حتى يصبحا قادرين على إقامة حوار ناجح؟..إن الحوار بين الزوجين يحقق المودة والتفاهم، لكن كثيرا من الأزواج يجهلون كيفية إدارة حوار ناجح بينهما فيمارسون أساليب خاطئة في أثناء الحوار سببها اختلافات نفسية وفكرية في شخصية كل منهما، ومن هذه الأساليب التي يجب تجنبها افتراض الزوج الدائم أن زوجته يجب أن تتصرف كما يتصرف هو من حيث أسلوب التفكير والكلام وهذا خطأ كبير فالزوجة لا يجب أن تكون نسخة طبق الأصل من زوجها لأنه مستحيل وحتى التطبع بطبع الزوج سيجعلها تتصرف بطريقة آلية مما يفقدها طعم و بهجة الحياة وبذلك ستفقد تمايل الطاووس ومشي الحمام الاستهانة دائما بشكوى الزوجة واعتبارها من أساليب النكد... مثل هذه الحالة سيجعلها تفكر بأنها شخص غير مرغوب فيه مسخر للقيام بالواجبات المنزلية وتربية الأولاد، ومن الأمور التي تثير قلق الزوجة هو تعامله المستمر معها بلغة العقل وتجاهل لغة العاطفة، وذلك يرجع لطبيعة الرجل وأسلوب حياته لكن يجب على الرجل أن يشعر زوجته بالطمأنينة السعادة من خلال كلمات بسيطة وسهلة لكنها كبيرة في نظر حواء وستجعلها تفكر في الحياة بكل جدية ومسؤولية. وفي ذات السياق يمكن أن يؤدي الاستخفاف بآراء الزوجة أثناء المناقشة وعدم إعطائها فرصة لعرض وجهة نظرها بدعوى ضيق الوقت للتحاور نظرا لضغوط العمل وهو على اقتناع بأنها سوف تتفهم ذلك إلى فقدان المرأة لدورها في الأسرة. مقارنة الزوجة أفعال زوجها دائما بأفعالها هي... تتوقع غالبا الزوجة من خلال هذه المقارنة أن يقوم بما ترغب في القيام به، وهذا لا يحدث كما أنها تتوقع أيضا أن يعبر لها باستمرار عن مشاعره الرومانسية تجاهها، وكم هو يحبها ومهتم بها سيساهم في إتباع بعض الزوجات أسلوب الاستفزاز والعناد في معاملتهن لأزواجهن في كل شيء خاصة في أثناء الحوار وذلك لاعتقادهن الخاطئ أن هذا هو الأسلوب الصحيح للتعامل معهم أو مع الرجل بشكل عام. وهذه كلها نقاط آو أشياء سلبية لابد أن يتجنبها كلا من الزوجين. يجب أن تعلم الزوجة أن الرجل لا يتكلم إلا لهدف معين، فالحوار عنده يكون لتحقيق هدف معين مثل إثبات الذات أو اكتساب علاقات جديدة ولذلك نرى الرجل يتكلم خارج المنزل أكثر من داخله لتحقيق أهدافه، وعند عودته إلى المنزل فهو يعود إلى الراحة وهي بالنسبة له عدم الكلام، فالرجل يجد صعوبة كبيره في التعبير عن مشاعره بالكلام، بينما يمثل الحوار للمرأة حاجة نفسية لابد أن تشبعها، خاصة مع زوجها فإذا كان لا يتحاور معها أو لا يصغي لحديثها فإن ذلك يؤثر على نفسيتها وهي تفسر ذلك بأنه لم يعد يحبها أو يهتم بها حيث تكثر الزوجة داخل المنزل من الكلام وتتكلم في أمور كثيرة وذلك لأنها تشعر بأن المنزل هو المكان الأمثل لتمارس حريتها في الكلام من دون خوف من ملاحظات الآخرين.
لماذا يختلف أسلوب الرجل عن أسلوب المرأة في الحوار؟.. إن الرجل يختلف عن المرأة في طريقته لاستخدام اللغة أثناء الحوار وهو ما يطلق علىه أسلوب الحوار فتلاحظ أنه يختار كلماته بدقة وواقعية، فكل كلمه يقولها يقصدها ويعنيها بذاتها فنري كلامه مرتبا ومتسلسلا ومنطقيا يبتعد عن العاطفة، بينما تستخدم المرأة لغة العاطفة في كلامها دائما. كما أن المرأة عندما تتكلم تطلق أحكاما عامة شاملة لا تقصدها لذاتها إنما لتبالغ في التعبير عن شعورها أو ما يغضبها وهذا الأسلوب يفهمه الرجل كما هو وذلك لأنه يفهم كلامها من خلال رؤيته هو ومما يزيد من ألم الزوجة عدم تفهم زوجها لاحتياجها العاطفي فهذا الأسلوب يغضبها جدا ويؤثر فيها تجاهل زوجها الدائم لها عندما تتكلم معه وأيضا عدم اهتمامه بما يؤرقها وبدل أن يخفف عنها معاناتها فهو يزيدها ألما. كذلك نلاحظ أيضا في حالة الحوار بين الزوجين أن المرأة تنتقل من موضوع إلى آخر بدون أن تنهي الموضوع الأول، مما يجعل زوجها غير قادر على الاستمرار والمتابعة فهو بطبيعته يركز في مناقشة موضوع واحد فقط ولا يترك ملفات مفتوحة.إن كل هذه الاختلافات لو لم يعرفها الزوجان جيدا قد تفجر بركانا من الاختلافات الزوجية ولهذا يجب أن يتقن الزوجان فن الحوارمن خلال اختيار الوقت المناسب لبدء أي حوار مع مراعاة الحالة النفسية للطرف الأخر ..لكن بشرط ألا يكون الهدف من الحوار كسب نقاط وإثبات للطرف الآخر أنه على خطأ، وليكن الهدف هو الوصول إلى قرار معين أو حل لمشكلة ما وأن يكون محددا مع عدم الخروج عن الموضوع الأساسي بحيث يفسح كل طرف المجال للآخر لكي يعبر عن أفكاره والاستماع له بشكل جيد وبكل تركيز، ومهما كان نوع الحوار فيجب أن يسوده المودة والاحترام المتبادل وعدم التقليل من الطرف الآخر أو النطق بكلام جارح هذا بالإضافة إلى أنه ليس من الضروري إذا بدأنا الحوار أن ننهيه بالتوصل إلى حل، خاصة إن كانت هناك مشكلة كبيرة ولكن من الممكن أن نعطي لأنفسنا فتره للتفكير ونوقف الحوار ثم نتابعه في وقت لاحق لإتاحة الفرصة لكل طرف لمراجعة وجهة نظره. فالهدوء وخفض مستوي الصوت في أثناء الحوار من كلا الطرفين كفيل بنجاح أي حوار وعدم وصوله إلى مرحلة الشجار.