اكتفت الرابطة الوطنية لكرة القدم بمعاقبة فريق مولودية سعيدة بلعب ثماني مباريات كاملة بدون جمهور، وخارج ولاية سعيدة، بالإضافة إلى غرامة مالية تقدر ب 000 200 دج، بعد الأحداث الشغب الأخيرة التي شهدها ملعب 13 أفريل في اللقاء الذي جمعه باتحاد العاصمة. كما عاقبت أيضا مساعد مدرب مولودية سعيدة، السيد قميدي أحمد، بسنتين ابتداء من تاريخ 15 أفريل، مع غرامة مالية ب 000 100 دج. وكشفت اللجنة المكلفة بالعقوبات التابعة للرابطة الوطنية، أن القضية تبقى للمتابعة بعد أن قام رئيس شركة علي حداد برفع شكوى رسمية، فيما تأسفت كثيرا لهذه الأحداث الخطيرة. العقوبات لم تكن صارمة مقارنة بما حدث وحسب متابعي رياضة كرة القدم، فإن العقوبات التي أصدرتها الرابطة ضد أنصار ونادي مولودية سعيدة لم تكن صارمة مقارنة بالأحداث الخطيرة التي شهدها ملعب سعيدة، والتي كادت تودي بحياة لاعبي الإتحاد الذين عاشوا أكثر ما يسمى بالجحيم، حسب قولهم. ما الفرق بين لعب مباريات بدون جمهور داخل الديار أو خارجه؟ وإذا كانت لجنة الإنضباط عاقبت مولودية سعيدة بلعب ثماني مباريات بدون جمهور ستلعبها خارج قواعدها، فأين الفرق بين لعب مباريات بدون جمهور داخل الديار أو خارجه لثماني مباريات فقط؟ فهو السؤال الذي أثار الكثير من الجدل لدى "المسامعية" الذين عبروا عن استيائهم من قرار الرابطة وقالوا إن الرابطة لم تتخذ الإجراءات اللازمة. مثل هذه العقوبات لن يغيّر أي شيئا!!! لا يبدو أن الرابطة المحترفة والإتحادية الجزائرية لكرة القدم تريدان القضاء على ظاهرة العنف، فالعقوبات الأخيرة في حق مولودية سعيدة لم تكن صارمة، وبذلك لن تغير أي شيء، ويمكن القول إن بهذه الطريقة لا الفاف ولا السلطات تستطيع القضاء على هذه الظاهرة. وإذا أرادت العكس، فما عليها إلا الضرب بيد من حديد وعدم التسامح لاحقا. أحداث أقل خطورة في أوروبا تكلف خصم النقاط ويرى الكثير من أهل الاختصاص أن السبيل الوحيد للقضاء على ظاهرة العنف في المدرجات، هو دفع الأندية لتحمّل مسؤولياتها؛ وذلك بخصم النقاط على أحداث مماثلة أو إنزال الفرق إلى القسم الأسفل، مثلما هو معمول به في أوروبا، بالإضافة إلى تشديد العقوبات على المتسببين في إثارة العنف فوق المدرجات وحرمانهم من الدخول مجددا إلى الملاعب. أنصار الاتحاد ساخطون على الرابطة لم ترض العقوبات الأخيرة على مولودية سعيدة أنصار الفريق العاصمي، خاصة أن الأضرار كانت جسيمة بإصابة أغلب لاعبي الفريق بإصابات متفاوتة الخطورة، وطالب أنصار الاتحاد بوضع عقوبات مشددة، خاصة أن اللقاء كاد يخلّف خسائر في الأرواح لولا لطف الله، فكان حريا بالرابطة الضرب بيد من حديد لتفادي تكرار مثل هذه السيناريوهات في ملاعبنا.