انتقل الى رحمة الله، أمس السبت، العلامة المجاهد بوزيد سماتي بمسقط رأسه بمدينة أولاد جلال بولاية بسكرة عن عمر يناهز 97 سنة، وذلك إثر مرض ألم به حسب ما أفاد به نجله. وذكر ابنه عبد الحي سماتي أن الفقيد من مواليد عام 1915 وتلقى مبادئ التعليم الأولي بمسقط رأسه وحفظ القرآن في سن التاسعة وواصل دراسته بجامع الزيتونة بتونس ثم انتقل إلى جامع الأزهر بمصر، حيث حصل على شهادة العالمية. وبمجرد عودته من رحلته العلمية إلى أولاد جلال عقب الحرب العالمية الثانية، شرع في تلقين العلم للناشئة وفي الإصلاح الاجتماعي، حيث فتح دكانا للتجارة استغله في نشر الوعي الوطني في أوساط الجزائريين، خاصة بالدعوة إلى ضرورة طرد الاستعمار الفرنسي من أرض الجزائر، الأمر الذي دفع بإدارة الاحتلال إلى مضايقته. واستمر الراحل في النضال خلال ثورة التحرير الوطنية إلى أن اعتقلته الإدارة الاستعمارية عام 1959 وتم تسليط عليه عقوبة الإعدام، لكن جرى تقليص الحكم لاحقا إلى 10 سنوات قبل إطلاق سراحه عند استرجاع السيادة الوطنية في 1962. وتقلد المرحوم بعد الاستقلال عدة مناصب في قطاع التربية وقطاع الشؤون الدينية إلى غاية إحالته على التقاعد في السبعينيات. وبصفته من أعيان المنطقة ويتمتع بسمعة رفيعة وخصال نبيلة، انخرط المرحوم في النشاط الاجتماعي، لاسيما في مجال إصلاح ذات البين بين المتخاصمين، حسب ما أفاد ابن الفقيد.