تعتبر "أكبر خسارة" تعصف بالثروة النباتية في تاريخ المنطقة تسببت الحرائق خلال الصيف الفارط بولاية تيبازة في إتلاف 7.300 هكتار على الأقل من مختلف أنواع الغابات عبر تراب الولاية، مسجلة بذلك "أكبر خسارة" تعصف بالثروة النباتية في تاريخ المنطقة حسب حصيلة مؤقتة كشفت عنها محافظة الغابات بالولاية. وكانت حملة مكافحة حرائق الغابات بالنسبة للسنة الماضية من جوان إلى غاية شهر أكتوبر2011 قد أحصت اندلاع 133 حريق أسفر عن خسارة 300 هكتار فقط من غابات ولاية تيبازة، لاسيما منها بالناحية الغربية التي تحتوي على 65 بالمائة من الثروة الغابية للولاية والمقدرة ب 40.315 هكتار منها 55 بالمائة أشجار الصنوبر الحلبي و17 بالمائة من البلوط. وسجلت الحصيلة منذ جوان 177 حريق عبر مختلف مناطق الولاية، خاصة منها الناحية الغربية للولاية على محوري شرشال والداموس، تسببت في إتلاف 6.300 هكتار من الغابات أغلبها من الصنوبر الحلبي والبلوط وهي أنواع نباتية تحتوي على "مكونات سريعة الالتهاب" فيما أحصي 1.000 هكتار أخرى من الأحراش والأدغال. وبلغت ذروة تلك الحرائق شهر أوت الماضي مع تسجيل خسارة "جسيمة" قدرت ب5000 هكتارا بغابات الولاية اثر إندلاع "89 حريقا لعدة أسباب منها إهمال ولامبالاة الإنسان وارتفاع درجات الحرارة التي قاربت ال46 درجة مما أسفر عن ضياع كمية معتبرة من نسبة المياه للنباتات فأصبحت بذلك عرضة للاحتراق السريع. وخلال شهر سبتمبر سجل اندلاع 37 حريقا تسببت في إتلاف 1000 هكتار من الغابات منها 500 هكتار بغابات جبل شنوة بتيبازة لوحدها، فيما عرفت الحرائق شهري جوان وجويلية مستوى منخفضا في عددها بسبب النسبة العالية للرطوبة التي تتوفر عليها النباتات حيث أحصي 42 حريقا أتى على 107 هكتار. وأكد رئيس مصلحة حماية الثروة الغابية بالمحافظة جمال محمد في حديث لوكالة الأنباء الجزائرية أن الولاية "لم تسجل في تاريخها خسارة في جرائم حرائق الغابات بهذا الحجم"معتبرا الرقم (7.300 هكتار)" قياسيا وضخما ومخيفا في الوقت نفسه" ما ينذر ب"خطورة الوضع" إذا لم تتكاتف جهود الجميع من مصالح تقنية ومواطنون ومجتمع مدني وحركة جمعوية من أجل المحافظة على هذه الثروة الغابية. ودعا المتحدث في هذا الخصوص جميع الفاعلين إلى "الانخراط" بنجاعة وفعالية في مختلف الحملات والمبادرات التوعوية والتحسيسية الهادفة إلى مكافحة "جرائم حرائق الغابات" التي يعاقب عنها القانون خاصة أن "العامل البشري" يبقى من بين العوامل "الرئيسية" المتسببة في هذه "الكوارث" إلى جانب الظروف المناخية التضاريس الوعرة ببعض المناطق الجبلية ما يصعب عملية إخماد لهيب تلك النيران، كما اضاف المصدر.