مدينة الورود تستعد لاستقبال الفراعنة بالورود * الرايات الوطنية والقبعات.. كل شيء للبيع كل شيء أخضر وأبيض وأحمر يعرض للبيع، هذه هي الأمور التي تطفو على سطح الأفراح والتحضيرات لهذا الحدث الكبير في البليدة، وهي عملية بيع الرايات الوطنية وكل الأمور التي تزين المناصر لدى دخوله للمدرجات، كواقيات الرأس والقبعات، وكل ما شابه ذلك. وبكل صراحة، كل ما هو أخضر، أحمر وأبيض يباع حاليا في البليدة، خاصة الرايات الصغيرة التي زينت بها السيارات التي لم تتوقف منذ ليلة الخميس لغاية اليوم، وستبقى غدا بحول الله حتى بداية اللقاء، وقد تستمر لساعات متأخرة من الليل في حال فوز الجزائر، تعبيرا عن الفرحة الكبيرة التي يتواجدون عليها منذ أسبوع، على غرار الفوز المحقق ضد "الفراعنة" سنة 2004 والذي عرف عرسا حقيقيا. * الأحياء الشعبية تعيش الأفراح هي الأخرى تتقاسم الأحياء الشعبية الحدث بحرارة كبيرة، على غرار حي بن بولعيد، وهو الحي الذي أنجب العديد من اللاعبين الدوليين، على غرار الأخوين زواني بلال ورضا، حيث يعيش هذا الحي أفراحا لا تنتهي و"كورتاجات" لسيارات ودراجات نارية مزية بالرايات الوطنية، وكلها مغمورة بفرحة وسرور، حيث يعيش هذا الحي على قع الحدث، على غرار أولادي عيش أين لمسنا خلال زيارتنا حبا كبيرا للفريق الوطني الجزائري وللرايات الوطنية، حيث يشهد الحي بيع الآلاف من الرايات الوطنية والقبعات، وكل شيء يثبت أنه جزائري تحضيرا للعرس الكروي الذي يريده سكان أولادي عيش أن يكون مميزا عن المواجهات السابقة، والذي عبروا عنه بطريقتهم الخاصة. * تهافت كبير على القمصان وقميص بوڤرة وزياني الأكثر طلبا رغم العدد الهائل المتوفر من قمصان الفريق الوطني، إلا أن بائعيها لم يتمكنوا من تلبية حاجيات الزبائن، حيث نفدت تقريبا كل القمصان المخصصة للمنتخب، وكان الطلب كبيرا على قميص اللاعب مجيد بوڤرة الذي أدى موسما رائعا في فريقه هذا الموسم، ويعتبر من الآن فصاعدا النجم الجديد للمنتخب الجزائري. كما كانت قمصان زياني، غزال وبلحاج مطلوبة هي الأخرى، حيث نفدت في ساعات متقدمة من يوم الخميس وأضحى كل واحد يحاول شراء قميص يتوجه إلى العاصمة، نظرا للطلب الذي زاد على العرض، مما أدى إلى ارتفاع أسعار كل الأمور التي تشير إلى العلم الجزائري الذي يطغى عليه أبيض السلام، أحمر الدم وأخضر الجزائر "الخضراء" والجنة. * التذاكر في تزايد مستمر في السوق السوداء فضلا عن الطلب الكبير للقمصان، وصل سعر تذاكر اللقاء بالقرب من لعب تشاكر إلى أكثر من 2500 دينار جزائري، والمشكل أنه غير موجود حاليا. كما أن بعض المناطق التي تبعد عن البليدة بعض الشيء، وصل سعر التذاكر بها إلى 5000 دينار، وهو ما جعل الأنصار يشترونه رغم غلائه بسبب الحب الكبير للفريق الوطني وأهمية المواجهة التي ينتظرها الجميع، وتعتبر المرة الأولى التي تصل فيها التذاكر لهذا السعر الباهظ، لكن الأنصار لا يكترثون بالأموال لما يتعلق الأمر بالألوان الوطنية ضد الفريق المصري، وهذا بسبب رغبتهم الكبير لحضور العرس الكروي الذي لا يزور البليدة في كل الأوقات. * علم صغير لكل مناصر قبل دخول الملعب من بين الأمور التي جعلت ثمن التذاكر التي بيعت رسميا بألف دينار، هو حق كل مناصر في الحصول على علم وطني صغير قبل دخوله إلى الملعب، وهذا لمساعدة الأنصار على تشجيع الفريق الوطني، وهي الطريقة التي يستعملها المصريون لما يستقبلون الخصوم في ملعب القاهرة. وبما أن أربعين ألف مناصر سيحصلون على أربعين ألف علما صغيرا، فإن الأجواء ستكون رائعة من دون شك، وأن الحماس سيكون موجودا، على غرار كل المواجهات الجزائرية المصرية من قبل، وخاصة لما يتعلق المأر بالجمهور الجزائري الذي يعتبر من أفضل الجماهير العالمية فيما يخص الفرجة في المدرجات. * إدخال المياه والمأكولات ممنوع علمنا من مديرية الشبيبة والرياضة، أنه من بين التدابير التي اتخذتها "الفاف" هي منع إدخال الماء والمأكولات لتفادي أي طارئ، حيث علمنا أنه سيجهز ثلاثون ألف كيس من المياه للأنصار، فضلا عن الحنفيات التي ستكون موجودة ومملوءة بالمياه، وحتى الأكل سيباع داخل الملعب، وأي شيء ممنوع إدخاله خوفا من إدخال الألعاب النارية أو المفرقعات التي قد تقصي الفريق الوطني في حال وقوعها في الملعب. ومن دون شك، ستتكفل الشركة الأمنية التي تعاقدت معها "الفاف"، بتفتيش كل الأنصار واحدا بواحد ابتداء من الساعة الثانية زوالا، وهو توقيت فتح أبواب المدرجات أمام الجمهور، أي قبل ست ساعات من بداية المواجهة. * الشاشات العملاقة ستكون موجودة خرج السيد الوالي وملاح بقرار بعد اجتماعهم أمسية الأربعاء، والمقتضي بوضع ثلاث شاشات عملاقة في البليدة بأكملها، الأولى ستوضع في باب السبت مثلما وضعت في كأس العالم الأخيرة سنة 2006، أما الثانية فستوضع في ظهر الملعب للسماح للأنصار الذين لم يسعفهم الحظ بالدخول بمشاهدة اللقاء. أما الثالثة، فستوضع داخل الملعب للسماح للأنصار الجزائريين والمصريين بمتابعة لقطات الإعادة، وهذا على طريقة أكبر الملاعب الأوروبية، وأكد ملاح أن شركة مختصة ستتكفل بوضعها ونزعها وضمان سيرها طوال اللقاء، خاصة أن هذه الشركة لها خبرة كبيرة في هذا المجال وسبق لها أن وضعتها في مختلف البلدان العربية. * الاقتراب بدون تذكرة من الملعب ممنوع فضلا عن الأمور التي سبق ذكرها، والتي قام بها المنظمون، لم تمس الملعب فقط، بل التنظيم مس كل نواحي المركب، حيث علمنا أن الأنصار لن يتمكنوا من اجتياز الحاجز الذي وضع على بعد 300 متر من الملعب دون تذكرة اللقاء، وهذا لحفظ محيط الملعب من الفوضى. وكان المنظمون قد طبقوا نفس العملية في لقاء نهائي كأس الجمهورية، والتي نجحت بشكل كبير وسمحت لرجال الأمن بأن قاموا بعملهم على أكمل وجه، كون وصول العديد من الأنصار بدون تذكرة يخلق الفوضى حول الملعب، مما يجعل التحكم فيها أمرا مستحيلا، إلا إذا بقي المناصرون الآخرون بعيدين كل البعد عن المركب، وهذا مثلما كان عليه في نهائي كأس العرب الموسم الماضي بين وفاق سطيف والوداد البيضاوي المغربي. * الشاب توفيق وحسيبة عمروش يقدمان أغنية افتتاحية علمنا من مصدر مقرب من المنظمين، أن النجاح الكبير الذي عرفته أغنية الثنائي الشاب توفيق وحسيبة عمروش في كأس إفريقيا سنة 2004، والتي تزامنت مع فوز الجزائر على مصر من تسجيل "الحرامي" آشيو، فقد قرروا تنظيم أغنية قبل المواجهة من تقديم نفس الثنائي، لكنها أغنية جديدة، وهي مبادرة تبدأ ساعتين قبل المواجهة، وساعة ونصف الساعة قبل دخول اللاعبين إلى أرضية الميدان، وهذا محاولة منهم تلطيف الأجواء وتسيير حماس الجماهير الجزائرية، كون الأغاني تهدئ نوعا ما من النفس، كما أنها ستضفي جوا بهيجا في الملعب من دون شك، على غرار كأس إفريقيا 2004 بتونس. * تجهيز مصلى خاص للتشكيلتين الدليل على أن التنظيم سيكون محكما، هو أنه لم يترك عمال "الديجياس" هذه المرة أي فرصة لمفاجأة غير سارة. فخلال زيارتنا الأخيرة للملعب، لاحظنا مكانا خصصا للاعبي المنتخبين من أجل تأدية الصلاة، خاصة أن المواجهة تتزامن مع صلاة المغرب ونهايتها مع صلاة العشاء، حيث تم تجهيز مصلى صغير يتسع لخمسة لاعبين على الأقل، وهذا لوضع لاعبي المنتخبين في وضعية مريحة، وهي المرة الأولى التي يفكر عمال المديرية بهذه الاحترافية الكبيرة، وهذا راجع إلى الخبرة التي اكتسبوها بعد تنظيم العديد من التظاهرات الرياضية الكبيرة في نفس الملعب، على غرار لقاءات المنتخب الوطني ونهائيات كأس الجمهورية. * المصريون يتدربون اليوم بالأرضية الرئيسية في توقيت المباراة وسط إجراءات أمنية مشددة، يجري المنتخب المصري لكرة القدم أمسية اليوم على الساعة الثامنة والنصف في نفس توقيت المباراة، الحصة التدريبية الوحيدة له في الجزائر، حسب ما ينص عليه القانون. وعلمنا أن الحصة التدريبية ستكون بدون حضور لا الجماهير ولا الصحافة الجزائرية، إلا إذا تغير البرنامج في آخر لحظة وسمح للصحفيين بالدخول، كما سيقام في نفس التوقيت الاجتماع التقني بحضور قائد المنتخب الجزائري يزيد منصوري وقائد المنتخب المصري أحمد حسن، من أجل كشف القمصان، كما جرت عليه العادة وينص عليه القانون أيضا، لعدم الوقوع في خلاف، كل هذا طبعا بحضور الحكام الأربعة ومسؤولين عن الاتحادية الجزائرية والمصرية.