الشارع الجزائري يواصل مساندته لأشبال سعدان ويطالب بنقل الصور للاعبين لا يزال الإقبال كبيرا على مختلف الوكالات التجارية للخطوط الجوية الجزائرية التي جندت كل عمالها لساعات متأخرة من كل ليلة لتوفير كل الظروف للمناصرين الذين احتشدوا منذ ليلة السبت الفارط، أمام سفارة السودان وعدد من الوكالات التجارية لسحب التذاكر والسفر لمناصرة أشبال المدرب سعدان، وهو الضغط الذي أدى إلى إلغاء كل الرحلات الداخلية وتأجيل عدد من الرحلات الخارجية للجوية الجزائرية التي وضعت أكثر من 12 طائرة تحت تصرف الخضر إلى غاية منتصف نهار اليوم، في حين تبقى مسيرات التأييد التي ينظمها المناصرون تجوب مختلف شوارع العاصمة على غرار باقي ولايات الوطن حاملين الرايات الوطنية حتى ألبستهم يغلب عليها ألوان العلم الوطني وكلهم عزم على مساندة الفريق الوطني لبلوغ التأهل أنظار الجزائريين متجهة إلى السودان تحسبا للمحطة الأخيرة في رحلة التأهل إلى كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010 والكل يتحسرلعدم إمكانية نقل أعداد كبيرة من المناصرين الذين قرروا متابعة مجريات اللقاء الحاسم عبر الشاشات العملاقة التي ستوزع عبر عدة مواقع أوفي المقاهي التي ستبقى مفتوحة خصيصا للحدث، ويبقى الشارع الجزائري متفائلا للتضامن الكبير الذي أبرزه الشعب الجزائري مع "الخضر"، حيث تزينت شوارع العاصمة منذ نهاية الأسبوع الفارط بالرايات الوطنية التي أصبحت عملة نادرة بالسوق ومختلف البلديات التي عجزت عن تلبية كل الطلبات التي تهاطلت عليها بغرض الحصول على الإعلام الوطنية، "لم أكن أدرك أن وطنية الجزائر بهذه الحدة، الحمد الله ما زال الرجال بهذه البلاد" هكذا فضل الحاج عمر صاحب ال 60 سنة الرد على الحشود الكبيرة من الشباب من كل الفئات ممن جابوا شوارع العاصمة. المسيرات السلمية لم تقتصر على فئة الذكور بل انضمت لهم النساء من كل الأعمار سواء بمواكب السيارات التي نجدها هنا وهناك أوفي المسيرات التلقائية التي نظمت من طرف الأنصار تعبيرا عن مساندتهم للأبناء المدرب سعدان، "نحن طالبات جامعيات لم نتوان في المشاركة في مثل هذه التظاهرات للتعبير عن دعمنا للفريق الوطني" هكذا ردت علينا بعض الفتيات اللاتي كن داخل حافلة لنقل الطلبة واللاتي حولنها إلى حلبة أفراح من خلال الأهازيج الرياضية والزغاريد التي أطلقتها الطالبات، "نريد أن تبثوا هذه المسيرات والمبادرات عبر القنوات الفضائية ونقلها للاعبي الفريق الوطني حتى يتأكدوا أننا نساندهم أينما كانوا، ولن تثنينا بعد المسافة بين الجزائر والسودان لنثبت تمسكنا بفريقنا الوطن" هي كلمات أصرت الطالبات لننقلها عبر صفحات الجريدة. عرس حقيقي تعرفه شوارع الجزائر فلا تتوقف الأهازيج بحي حتى تنطلق في حي أوشارع آخر، حتى السيارات التي تم إشراكها في المواكب فقد زينت بالورود والرايات الوطنية لتدل على العرس الذي تعيشه الجزائر، ويقول صاحب محل لبيع الورود وسط العاصمة انه أهدى أمس كل منتوج الورود التي كانت بمحله للمناصرين من خلال تزين سيارات عدد من شباب الحي التي جابت هي الأخرى كامل الأحياء والشوارع الرئيسية للعاصمة، في الوقت الذي تم التركيز على ألوان الأحمر والأبيض والأخضر في الأشرطة المستغلة في تزين هذه السيارات، من جهته فضل بعض المناصرين التنقل من مسيرة إلى أخرى ومن تجمع إلى آخر لخلق جو من الفرح وسط المناصرين وتشجيعهم على المواصلة. الجزائرية تلغي كل الرحلات الداخلية وتأجل عددا من الرحلات الخارجية نظرا للضغط الكبير الذي تشهده مختلف الوكالات التجارية التابعة للخطوط الجوية الجزائر بعد عدم تمكن الوكالات السياحية الخاصة من تنظيم أمورها بسبب ضيق الوقت، اضطر مسؤولي المؤسسة أمس إلى إلغاء كل الرحلات الداخلية في الوقت الذي تم فيه تأخير عدد من الرحلات الخارجية بسبب تسخير الأسطول الجوي الجزائري للتكفل بنقل جميع الأنصار إلى السودان في رحلة تدوم لأكثر من 10 ساعات ذهابا وإيابا، وهو ما يرجح فرضية اللجوء إلى الجيش الوطني الشعبي لنقل حصة الجزائر من الأنصار إلى ملعب المريخ بالخرطوم. من جهتهم، تجند عمال الخطوط الجوية الجزائر من عمال الوكالات التجارية وطيارون للعمل لسعات إضافية على وقتهم مع قبول عدم احتساب هذا الوقت كتضامن منهم للمنتخب والمناصرين الذين أعطوا للرحلات الأولى إلى السودان طابعا خاصا، حيث لم يتوقفوا عن إطلاق الأهازيج وتشجيع المنتخب الوطني طيلة الرحلة. من جهة أخرى، يبقي الاهتمام بما تبثه القنوات الفضائية العربية منها والأجنبية وشبكات الانترنت محل اهتمام كبير من طرف الجزائريين الذين لا يتوانون في متابعة الحلقات الخاصة وكل كبيرة وصغيرة تخص ظروف استقبال وتدريبات ووصول الوفود الجزائرية إلى السودان، في الوقت الذي تشهد فيه أكشاك بيع الصحف اليومية إقبالا كبيرا من المواطنين صبيحة كل يوم للاطلاع على الأخبار ومتابعة التحضيرات الأخيرة لأشبال المدرب الوطني سعدان. في حين لا تزال محلات بيع الأشرطة تصنع يوميات العاصميين بعد أن تم تسجيل المئات من الأقراص المضغوطة بعد انتعاش الأغاني الرياضية التي أصبحت تبث في عدة قنوات إذاعية ونجدها بمسجلات كل السيارات وهي الأغاني التي يعتبرها المناصرون دعم أساسي لنجاح الفريق الوطني في آخر اختبار له للتنقل إلى صف الأبطال بجنوب إفريقيا، حيث لا تتوقف المحلات طيلة النهار عن بث الأغاني لشحذ همم المناصرين. وتبقى شوارع العاصمة تعج بالمارة الذين يتطلعون لانتصار جديد للخضر حيث لم تتوقف الحركة منذ ليلة السبت الفارط ليكون هذا الأسبوع أطول أسبوع في حياة الجزائريين عامة، فلا الطالب ولا العامل ولا التلميذ ركزوا مع انشغالاتهم بعد أن طغت أخبار الفريق الوطني عن باقي الأخبار، فلا حديث بالمقاهي أوالحافلات أوحتى في تجمعات النسوة عن تنقل الحجاج ولا عن أضحية العيد الكل مهتم بقضية واحدة هي كيفية رفع العلم الوطني عاليا بجنوب إفريقيا وعودة النشيد الوطني إلى ملاعب كأس العالم.