والأكيد أن الفرحة ستكتمل بتمكن أشبال سعدان من إضافة ثلاث نقاط ثمينة إلى رصيدهم بغض النظر عن اسم المنافس وقوته، ف''لكل فرعون موسى'' كما يقول المثل الشعبي، والأفناك ليسوا أقل شأنا من المصريين، رغم مرحلة الفراغ الرهيبة التي مرت بها الكرة الجزائرية في الآونة الأخيرة والتي لا تعدو أن تكون كبوة جواد ليس إلا• أجواء بهيجة والرايات الوطنية في كل مكان من بين الأشياء التي لفتت انتباهنا خلال الخرجة الميدانية التي قادتنا إلى شوارع البليدة أن اللونين الأخضر والأبيض حاضران بقوة• كما تعرف كل الأشياء التي لها علاقة بمناصرة الخضر رواجا كبيرا في السوق، من القبعات إلى الاقمصة والرايات وحتى الألعاب النارية، كلها حاضرة بقوة استعدادا لليوم الموعود• وبالمقابل عائلات بأكملها، شباب، شيوخ كهول وحتى النساء والفتيات، خرجوا جميعا إلى الشارع للاحتفال مطلقين العنان لحناجرهم ومنبهات سياراتهم• والجميع يأملون في تكرار سيناريو 2004 عندما فعلها آشيو الذي سيبقى دائما بمثابة الشبح الذي يخيف الفراعنة بالنظر إلى قدرته في قلب الموازين في أي لحظة• أقمصة المحترفين الأكثر طلبا رغم العدد الهائل المتوفر من قمصان الفريق الوطني إلا أن بائعيها لم يتمكنوا من تلبية طلبات الزبائن، حيث نفدت تقريبا كل القمصان المخصصة للمنتخب، وكان الطلب كبيرا على أقمصة كل من زياني، غزال وبلحاج، حيث نفدت في ساعات متقدمة من يوم الخميس، وأضحى كل واحد يحاول شراء قميص يتنقل إلى العاصمة نظرا للطلب الذي زاد عن العرض، ما أدى إلى ارتفاع أسعار كل الأشياء التي تشير إلى ألوان العلم الجزائري الأبيض والأحمر والأخضر• هذا ما يجعلنا نتنبأ بأن تتزين مدرجات تشاكر بألوان زاهيه، والفرجة التي سيصنعها بالإضافة إلى رفقاء القائد منصوري أنصار الخضر الذين يحلمون بالفوز وينتظرون المواجهة على أحر من الجمر• علم صغير هدية لكل مناصر معه تذكرة أقرت مديرية الشبيبة والرياضة بمنح علم صغير لكل مناصر قبل دخول الملعب، وذلك حرصا على مناصرة الخضر بطريقة حضارية، وهي الطريقة التي يستعملها المصريون عندما يستقبلون الخصوم في ملعب القاهرة، وبما أن أربعين ألف مناصر سيحصلون على أربعين ألف علم صغير فإن الأجواء ستكون رائعة دون شك، وأن الحماس سيكون موجودا على غرار كل المواجهات الجزائرية المصرية من قبل، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجمهور الجزائري الذي يعتبر من أفضل الجماهير في العالم فيما يخص الفرجة في المدرجات• وإنه لأمر يؤسف له إن لم يتأهل - لا قدر الله - الخضر إلى المونديال المقبل الذي ستحتضنه جنوب إفريقيا والقارة السمراء لأول مرة في تاريخ اللعبة• من بين التدابير التي اتخذتها الفاف هي منع إدخال الماء والمأكولات وهذا تفاديا لحدوث أي طارئ، بينما سيتم استبدال القارورات بأكياس الماء التي ستوفر لاحتواء أزمة الماء التي أحدثت مشكلا بنفس الملعب لدى احتضانه نهائي كأس الجمهورية، وحتى الأكل سيباع داخل الملعب وكل شيء ممنوع إدخاله خوفا من تهريب بعض الألعاب النارية أو المفرقعات التي قد تسبب إقصاء الفريق الوطني في حال وقوعها في الملعب، ومن دون شك ستتكفل الشركة الأمنية التي تعاقدت معها الفاف بتفتيش كل الأنصار، واحدا واحدا، ابتداء من الساعة الثانية زوالا وهو توقيت فتح أبواب المدرجات في وجه الجمهور أي قبل ستة ساعات من بداية المواجهة• الشاشات العملاقة حاضرة أصدر الوالي قرارا أمسية الأربعاء يقضي بنصب ثلاث شاشات عملاقة في البليدة بأكملها، الأولى بباب السبت مثل تلك التي نصبت بمناسبة نهائي كأس العالم الأخيرة سنة 2006 أما الثانية فستوضع في ظهر الملعب للسماح للأنصار الذين لم يسعفهم الحظ في الدخول لمشاهدة اللقاء، أما الثالثة فستوضع داخل الملعب للسماح للأنصار الجزائريين والمصريين بمتابعة اللقطات الإعادة، وهذا على طريقة كبار الملاعب الأوروبية• وأكد ملاح أن شركة مختصة ستتكفل بوضع الشاشات الثلاث ونزعها وضمان اشتغالها طوال اللقاء، خاصة أن هذه الشركة لها خبرة كبيرة في هذا المجال وسبق لها أن وضعتها في مختلف البلدان العربية• حفل غنائي قبل المواجهة كشفت مصادر حسنة الاطلاع ل''الفجر'' أن النجاح الكبير الذي عرفته أغنية الثنائي الشاب توفيق وحسيبة عمروش في كأس إفريقيا سنة 2004 والتي تزامنت مع فوز الجزائر على مصر بتسجيل آشيو، فقد قرروا تنظيم حفل قبل المواجهة من تقديم نفس الثنائي، لكن بأغنية جديدة وهي مبادرة تبدأ ساعتين قبل المواجهة، وساعة ونصف الساعة قبل دخول اللاعبين إلى أرضية الميدان، في محاولة لتلطيف الأجواء وتسيير حماس الجماهير الجزائرية، كون الأغاني تهدئ نوعا ما، كما أنها ستضفي جوا بهيجا في الملعب من دون شك على غرار كأس إفريقيا 2004 بتونس•