لازال خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما يسبب هزات ارتدادية في العقل العربي، خاصة وأن من العرب من يموت في كل ما هو أمريكي، فما بالك إن كان هذا الأمريكي قد تكلم بصيغة إيجابية عن العرب لم يعهدها العرب من قبل. وعليه فإن العرب لن يصنعوا بطلا منهم لأن الأبطال الذين يخرجون من أصلابهم يعدمون ويسلمون للأمريكيين لذا فسيكتفون بأوباما كفارس عربي جاءهم ليخلصهم من عقود الذل والهوان، ومشكلة العرب الحقيقية أنهم لا يستوعبون الدروس وعقولهم قاصرة على فهم الدور الأمريكي الحقيقي، لذا تجدهم دوما يضربون على القفا، ومشكلتهم الأخرى أنهم يصدقون كل من حولهم إلا أنفسهم، ووعد بلفور الذي كذبوه واعتبروه مزحة ليتجسد في دولة تبتلعهم اليوم جميعا، ورغم أنهم لم يصدقوا وعد بلفور واعتبروه مزحة إلا أنهم صدقوا وعد بوش الإبن بإقامة دولة فلسطينية مع نهاية 2008، رحل بوش ورحلت معه الأحلام وها هم العرب أنفسهم يصدقون أوباما بوعد يسمى حل الدولتين، وسيرحل أوباما آجلا أو عاجلا وسيأتي من يعد العرب بأكثر من هذا وسيصدقونه، لأن عقدة العرب أنهم يريدون أبطالا ينتشلونهم من هوانهم تصنعهم لهم أمريكا ولا يقبلون بالبطولات العربية، لأنها حسب وجهة النظر الأمريكية والتي تباركها الأنظمة العربية ليست سوى أعمالا إرهابية مثل ما هو حاصل مع المقاومة في العراق، وطبيعي جدا أن يكون حل المشاكل العربية صنيعة أمريكية خالصة بما أنها الراعي الرسمي للسلام الذي لم ينل منه العرب سوى الأوهام منذ اتفاق كام ديفد إلى اتفاق واد عربة إلى باقي الاتفاقات التي عرت العرب قطعة قطعة، حتى لم يعد يجدون اليوم ما يسترون بها عوراتهم أمام العالم، ولأن الكثير من الأنظمة باركت باراك أوباما وارتاحت لخطابه واستبشرت منه الخير الكثير، فما عليها إلا أن تبايعه كمدافع عن حقوق العرب وتصنع له تمثالا في ساحات الحرية المفقودة في الأمة العربية.