تحفظ الدكتور ڤسوم عبد الرزاق عن الحديث عن النداء الذي وجهه بعض الدعاة والعلماء المغاربة الى العلماء المسلمين عندما أعلنوا أن ما يحدث في مالي مخطط له وأنه يؤدي الى حرب صليبية، وعلى العلماء المسلمين أن يجتمعوا ليقولوا كلمتهم، أبدى الدكتور عبد الرزاق ڤسوم رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين موقفه الرافض مما يقع من أحداث في مالي، والتدخل العسكري في الأجواء الجزائرية، في ظل الخسائر المادية والبشرية التي سجلتها الأحداث منذ بداية الهجوم العسكري الى اليوم. واعتبر الدكتور عبد الرزاق ڤسوم أن قضية مالي تتعلق بالشعب المالي وحده وتركيبته البشرية بمختلف توجهاته وقناعاته، لأن الشعب المالي منقسم الى جناحين، فهناك من يدعو الى تطبيق الشريعة الإسلامية، وآخرون يرون الإبقاء على النظام العلماني وتطبيق شريعته هو الآخر. وسواء أكانت القضية إسلامية أو علمانية أضاف الدكتور ڤسوم فهي لا تتطلب تدخلا عسكريا ومن أي جهة كانت، وكان على الشعب المالي أن يدعو إلى وفاق بينهم ويلتقون حول طاولة واحدة للحوار والتشاور لإيجاد الحل الوسط، الذي من شأنه أن يضمن حقوق العلمانيين ولا يضيع الحقوق الإسلامية. أما أن تأتي دولة أجنبية في ثقافتها وعقيدتها ولغتها، وحتى جغرافيتها، وتدعي أنها تعمل من أجل استتباب الأمن في المنطقة وحمايتها من الإرهاب، فهذا تدخل لا يقبل في شؤون دولة ذات سيادة، مستطردا أن الإنعكاسات الأمنية في مالي تزداد خطورة، وهذا قد يؤثر على الوضع في الجزائر بالدرجة الأولى.