الإسلاميون اعتبروها الوسيلة الوحيدة للخروج من أزمات مصر توالت ردود الفعل المؤيدة والمعارضة لقرار الرئيس المصري محمد مرسي بالدعوة إلى انتخابات مجلس النواب نهاية أبريل المقبل، في حين شهدت القاهرة ومدن أخرى الجمعة أول أمس مسيرات ومظاهرات احتجاجا على سياسات الرئاسة. ورحب الإسلاميون بالدعوة إلى الانتخابات قائلين إنها الوسيلة الوحيدة للخروج من أزمات مصر السياسية والاقتصادية. وقال عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين إن البرلمان سيكون من شأنه توحيد الحياة السياسية المصرية. وأضاف في صفحته على موقع فيسبوك "مجلس النواب القادم سيكون بإذن الله متنوعا تصدح فيه كل الأصوات الوطنية الإسلامية بكل تنويعاتها، واليمينية الليبرالية بكل اختلافاتها، واليسارية أيا كانت صراعاتها". وقالت الجماعة الإسلامية إن الانتخابات هي الطريق الوحيدة للخروج من الأزمة، وإن الشعب يجب أن يتاح له اختيار من يرى أنهم الأنسب لتمثيله، وأشارت إلى أن أغلبية القوى السياسية لن تقاطع الانتخابات. لكن السياسي الليبرالي محمد البرادعي قال إن إجراء الانتخابات دون التوصل لوفاق وطني "سيزيد الوضع اشتعالا". وقال رئيس حزب الوفد السيد البدوي إن حزبه كان يأمل أن تأتي دعوة الرئيس لانتخابات مجلس النواب الجديد في إطار الحوار الوطني الذي دعا إليه. وأضاف أن الجمعية العمومية لحزب الوفد ستستأنف اجتماعها السبت لتحديد الموقف النهائي للحزب من هذه الانتخابات. وقالت جبهة الإنقاذ الوطني، التي تضم عددا من الأحزاب الليبرالية واليسارية من بينها حزب الوفد وحزب الدستور برئاسة البرادعي، إنها ستحدد موقفها من الانتخابات في اجتماع خلال أيام. وقال المتحدث باسم الجبهة خالد داود "سنجتمع لنقرر ما إذا كنا سنقاطع أو نشارك في الانتخابات، لكن كما هو واضح فإن المعارضة ككل تشعر بالضيق بسبب القرار المنفرد من جانب الرئاسة، هذا قرار متسرع". وفي السياق، نقل مراسل الجزيرة في القاهرة عن مصدر في الرئاسة قوله إن الرئاسة تلقت طلبات من الكنائس بشأن تغيير موعد الانتخابات البرلمانية التي تبدأ في 27 من أبريل المقبل وتتصادف مع أعياد المسيحيين، وأضاف المصدر إن الرئاسة ستنظر في الطلبات، لكنه لم يشر إلى الاستجابة لتلك الطلبات أو رفضها. من جانبها، حثت الولاياتالمتحدة الحكومة المصرية على إجراء الانتخابات البرلمانية المقبلة بشفافية وحرية وعدالة. وشددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند على أن من حق الشعب المصري أن يتوقع أن تجري هذه الانتخابات وفقاً لأرفع المعايير الدولية، وأن يتأكد من أن الحكومة تضمن له بيئة آمنة للإدلاء بالأصوات. وحثت المصريين على التوجه إلى الصناديق الانتخابية والإدلاء بأصواتهم، والتعبير عن أنفسهم عبر الآليات الديمقراطية. من ناحية أخرى، شهدت القاهرة ومدن مصرية أخرى الجمعة مسيرات ومظاهرات احتجاج على سياسات الرئيس محمد مرسي. وشهد محيط قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة تجمع عشرات المعارضين للرئيس مرسي. وقد شبَّ حريق محدود بحديقة القصر بعد أن رشقها محتجون بزجاجات المولوتوف الحارقة. وكان عشرات المتظاهرين في ميدان التحرير بالقاهرة الذي كان مهد الثورة قد هتفوا "واحد اتنين الجيش المصري فين"، مطالبين بتدخل الجيش، في الوقت نفسه نظم مئات المحتجين مظاهرة أمام دار القضاء العالي القريبة، مطالبين بعزل النائب العام المستشار طلعت عبد الله. وشارك مئات في مظاهرة بحي شبرا بشمال القاهرة، مطالبين مرسي ب "الرحيل". كما شهدت مدينة بورسعيد مظاهرات مماثلة، وشارك مئات المحتجين في مظاهرات بمحافظتي الغربية والبحيرة وقطعوا خط السكة الحديد لفترة من الوقت، وسط دعوات لعصيان مدني دعما لدعوة عصيان مدني جزئي في بورسعيد، بينما شارك مئات آخرون في مظاهرات بكفر الشيخ والسويس. وفي السياق، اندلع حريق مساء الجمعة بالمقر الرئيسي لحزب غد الثورة المعارض المطل على ميدان طلعت حرب القريب من ميدان التحرير بوسط القاهرة، وهرعت سيارات الإطفاء إلى موقع الحريق لإخماد النيران. وقال رئيس الحزب أيمن نور إن ستة مسلحين اقتحموا مقر الحزب واستولوا على بعض الأوراق الخاصة بالحزب وأَضرموا فيه النيران. وأضاف نور، في تصريحات للجزيرة، أن الحزب متمسك بموقفه الرافض للعنف، وأنه لن ينساق وراء محاولات الاستقطاب أو ينحاز إلى فريق على حساب آخر.