انخفض عدد "الحراڤة" الجزائريين المتجهين إلى السواحل الإسبانية، هذه السنة بنسبة ملفتة، وذلك ما أكدته وزارة الداخلية الإسبانية، التي أفادت أن عدد المهاجرين غير الشرعيين الوافدين إلى إسبانيا انخفض هذه السنة بنسبة تفوق ال 40 بالمائة، مقارنة بالسنة الماضية، خاصة بالنسبة للقادمين إلى جزر الكناري، والذين يشكل الجزائريون جزءا كبيرا منهم. فخلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي، بلغ عدد " الحراڤة" أو المهاجرين غير، الذين وصلوا السواحل الأسبانية عبر قوارب ما بات يسمى ب"قوارب الموت"، 4457 شخص، بينما سجل في 2008 عدد أكبر قدر ب 7165 مهاجر، وانخفض عدد المهاجرين الذين لا يحملون وثائق والذين وصلوا إلى إسبانيا عن طريق القوارب خلال الأشهر السبعة الأولى، من السنة منذ عام 2006، وهي السنة التي سجلت فيها السلطات الاسبانية 17،433 مهاجر وصلوا بهذه الطريقة، أما في عام 2007 انخفض هذا الرقم إلى 7883 واستمرت في الانخفاض حتى 7165 السنة الماضية. أما بالنسبة لجزر الكناري التي تمثل القبلة المفضلة ل"الحراڤة" الجزائريين، والأفارقة بصفة عامة، فعرفت وصول 13770 إلى شواطئها في الفترة المتدة من جانفي إلى جويلية 2006، وارتفع إلى 5680 في 2007، لينخفض إلى 4939 في سنة 2008 ويصبح 1798 خلال السبعة أشهر الأولى من عام 2009، حيث لم يصل هذه الجزر في الفترة الممتدة من شهر مارس إلى ماي المنصرم سوى مهاجر غير شرعي إفريقي واحد . وإذ أشادت السلطات الاسبانية بأجهزتها الرقابية التي نصبتها، في السنوات الأخيرة لمكافحة هذه الظاهرة، والتي كانت حسبها سببا في تراجع عدد "الحراڤة " الوافدين إليها، فإن هذا النجاح لا يعود إالى الأجهزة الإسبانية لوحدها، بل يرجع إلى الرقابة المشددة التي فرضها خفر السواحل والبحرية الجزائرية، على قوارب "الحراڤة" حيث تمكنوا في السنوات الأخيرة من توقيف عدد كبير منها، وبالتالي إحباط محاولات الهجرة غير الشرعية، فضلا عن نجاح حملات التحسيس على مستوى وسائل الإعلام المحلية، التي ساهمت في تراجع الظاهرة بشكل ملفت.