سجلت آخر الإحصائيات التي قامت بها مديرية الصحة بوهران، منذ بداية السنة الجارية إلى غاية شهر جوان، إصابة 34 شخصا بالسل في 100 ألف نسمة، كما سجلت مؤخرا 11 حالة جديدة للإصابة بمرض السل خلال شهر جويلية المنصرم حسب أحد المصادر الطبية بالمستشفى الجامعي بوهران ووفاة 13 مصابا حاملا لفيروس السل المعدي، من بينهم 6 مساجين، لتحتل بهذا وهران الصدارة وطنيا. وهي أرقام تعكس الوضع البيئي الذي تتخبط فيه المدينة. والذي يعد من الأسباب الرئيسية التي جعلت وهران تفوق المعدل الوطني ب22 حالة في 100 ألف نسمة. سبب المرض وحسب المصادر المختصة يرجع إلى (جرثوم عصيات كوخ) الذي ينتقل إلى الإنسان عن طريق التلوث، ومن إنسان إلى إنسان عن طريق السعال وتناثر البصاق. وهو وضع طبيعي نظرا لتفشي القمامات والأوساخ وبقايا مياه الصرف الصحي، إلى جانب انتشار الحشرات السامة والحيوانات الضالة، خاصة عبر المساكن الفوضوية، الأحياء القصديرية والأسواق العشوائية، وهذا ما جعل سجل وهران الطبي يسجل 20 ألف حالة سنويا، وهو المؤشر الكافي لدق ناقوس الخطر من أجل تجنيد كافة الإمكانيات المادية والبشرية لاحتواء الوضع عن طريق تفعيل الوقاية والنظافة. وبالرغم من أن المرض قد سجل انخفاضا بنسبة تقدر ب 1.4 بالمائة ابتداء من سنة 2006 إلى غاية 2008 حسب أحد الأطباء التابعين لمديرية الصحة بوهران إلا أن عدد المرضى ينبئ بخطورة الوضع نظرا لطبيعة المرض المعدي، خاصة وأن عددا كبيرا من المرضى لا يخضعون أنفسهم للكشف مباشرة أو يتوقفون عن العلاج فور البدء به، رغم مجانيته. وتبدأ أعراض المرض مباشرة بعد دخول الجرثوم إلى الجسم، حيث تعرف حالة الإنسان المصاب بالسعال المتكرر، التقيؤ والحمى، ناهيك عن ضيق في التنفس واضطرابات هضمية مثل فقدان الشهية والنحافة، بالإضافة إلى التعرّق الليلي وفقدان الوعي. ويكتشف المرض عند القيام بتحاليل، فيظهر اكتشاف الجرثوم في الدم وقد يؤدي مرض السل إلى أعراض جد خطيرة قد تؤثر على كل أعضاء الجسم إذا لم يعرض المريض إلى الرعاية الطبية الصارمة لمدة أقصاها 6 أشهر، حسب ما أكده المختصون، حيث أن المرض يصبح غير معدي ابتداء من الأسبوع الرابع إذا تابع المريض العلاج، أما إذا كان العكس فيتحوّل إلى وباء خطير يفتك بالآخرين. ويكون المريض قد شفي من الداء تماما عندما تكون نتيجة التحاليل سلبية؛ بمعنى أنها لا تحتوي على الجرثوم. وفي نفس الموضوع، صرحت مصادر من مديرية الصحة بأنه تم تسطير عدة برامج وحملات تحسيسية من أجل إبراز خطورة المرض وكيفية الوقاية منه، خاصة وأنه من الممكن احتواء هذا المرض المعدي عن طريق توفير شروط النظافة عبر التجمعات السكانية انطلاقا من ماء الشرب إلى نظافة المحيط، خاصة قنوات الصرف الصحي والمتابعة الطبية المتواصلة للمصابين والكشف عن كل من يتعامل مع المريض. ولن يتحقق هذا، إلا بتظافر جهود كل المعنيين من سلطات وأخصائيين نفسانيين وأطباء. وفي ذات السياق، صرح ذات المصدر بأن البرامج المسطرة لمكافحة الوباء انطلقت لأول مرة سنة 1965 وبدأت عجلة الحملات التحسيسية تعرف بعض العراقيل، حيث تأكدت عدم القدرة على احتواء الوضع بعد سنة 1990، أو ما يعرف بالعشرية السوداء، وهذا بتوسع البنايات الفوضوية والأحياء القصديرية والتي خلقت البيئة المناسبة لتكاثر وإيواء الجرثوم. وتجدر الإشارة إلى أن إقليموهران يضم عدة مراكز لفحص وتشخيص المرض، وهذا بكل من: ڤديل، السانية، عين الترك وبوعمامة، بالإضافة إلى بوتليليس، الأمير خالد، غوالم بمديوني ومارافال.