وفاة 13 شخصا وإصابة 62 آخرين بالسل بوهران لتحتل وهران الصدارة من حيث عدد الإصابات، وتليها كل من ولاية سيدي بلعباس، ولاية مستغانم، تلمسان وغيرها، وقد أشار بعض الأطباء المختصين إلى أن نسبة كبيرة من المرضى لا يخضعون للعلاج ولا حتى المراقبة الطبية، الأمر الذي أثر على صحتهم ووضعيتهم وعجّل بموتهم. والأخطر من ذلك، عدوى الإصابة بالسل المزمن التي يمكن أن ينقلها المرضى الذين لا يخضعون للمراقبة الطبية لأفراد عائلاتهم والمحيطين بهم، حيث أرجع الأطباء عدم خضوع المصاب لجلسات العلاج، إلى غلاء المضادات الحيوية والأدوية التي تستعمل لعلاج الداء أو التحكم فيه، إذ يصل سعر العلبة والواحدة من دواء " ايبسون أزيد" إلى حدود 3500 دينار منها غتيفلكساسين، سميكا سين، كنوني سين وكبري وستروم سين، والتي يعجز المريض عن توفيرها، خصوصا إذا علمنا أن جل المرضى ينتمون لعائلات فقيرة ومعوزة ذات الدخل المحدود. وما يزيد معاناة هؤلاء المصابين، هو قلة الإمكانيات عبر المستشفيات والتي كان ينبغي توفيرها لعلاج المرضى وعدم تخصيص ميزانية خاصة للتكفل بهم، والتي كان ينبغي على وزارة الصحة تخصيصها، سواء لعلاجهم ودعم صناعة وإنتاج الدواء الذي يتم على مستوى بمخبر باستور بالعاصمة، والذي لم يعد قادرا على شراء المواد الأولية الخاصة بصناعة مضادات والأدوية الخاصة بعلاج داء السل القاتل، والتي يتم اقتناؤها من الدول الأجنبية،هذا زيادة على افتقار السوق الجزائرية لعدة أدوية منها رينوزسيل وبيياس وستروم يسين اللذان تم تطويرهما مؤخرا لإستخدامهما في علاج السل ومكافحة البكتيريا المسبب للسل، هذا في الوقت الذي أعاب فيه بعض الدكاترة المتخصصين في علاج الداء بالطرق التقليدية التي تعتمدها الجامعة والمستشفيات الجامعية في تكوين أطباء في الميدان والتي لا تخرج عن إطار تتبع الدليل الطبي الخاص المستخدم لعلاج داء السل وبعض الأمراض الصدرية الخطيرة، من دون الرجوع إلى النتائج المحصل عليها عن طريق العلاج الميداني، جاء هذا على هامش الأيام الوطنية الدراسية الثلاثة التي احتضنها أمس فندق الفنيكس بوهران والتي تمحورت حول الأمراض الصدرية والتنفسية تحث شعار "المحيط وتأثيره على الصحة التنفسية"، من تنظيم جمعية الصدرية لغرب الجزائر بالتنسيق مع مديرية الصحة والسكان لوهران وأطباء مصلحة الأمراض المعدية من المستشفى الجامعي للولاية، والذي حضره مختصون من كافة مستشفيات الوطن. وحسب ما كشفت عنه رئيسة اللجنة الوطنية للسل والأمراض التنفسية، البروفيسور بولحبال، أخصائية في علاج أمراض السل من معهد باستور بالعاصمة، فإنه وحسب الإحصائيات الأخيرة تم تسجيل منذ سنة 2006 وإلى غاية 2009 حوالي 1030 حالت إصابة بالسل ولم يتعد عدد المرضى الخاضعين للعلاج 400 شخص معالج، بنسبة لا تتعدى 35 بالمائة، وأن عددا معتبرا من الحالات المعالجة لا تستجيب للعلاج، مع مخاطر الدواء المستعمل والذي قد يؤدي الموت المحقق بعض إصابة الرئتين مباشرة بعد تعاطي الدواء، وطالبت في هذا الشأن بضرورة إعداد برنامج علاجي لكل مصاب قصد تفادي الخطر ومراقبة النتائج بعد وقبل استعمال الأدوية، كما دعت في الأخير إلى ضرورة إنجاز مخبر للتحاليل خاص، على الأقل واحد عبر كل ولاية، لتخفيف الضغط عن مخبر باستور، ومن المنتظر أن تعقد اللجنة الوطنية للسل اجتماعا طارئا في جويلية القادم لدراسة أوضاع المرضى.