في تطور جديد للأزمة السياسية بين دمشقوواشنطن، عاد التوتر من جديد يخيم على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث تصاعدت الأزمة مجددا بينهما، ما يدل على انهيار العلاقات الأمريكية السورية وعودتها إلى سابق عهدها، وذلك على خلفية ما دار في الاجتماع الأخير الذي تم بين الرئيس السوري بشار الأسد والمبعوث الأمريكي للمنطقة جورج ميتشل في دمشق. وتعود أسباب التوتر الذي خيم مؤخرا على العلاقات بين البلدين، إلى العقوبات الأمريكية المفروضة على دمشق رغم تفتح إدارة أوباما على سوريا، حيث أن اللقاء الأخير الذي جمع ميتشل مع الرئيس السوري بشار الأس، والذي تناول العقوبات المفروضة على سوريا رغم الوعود الأمريكية برفعها، إذ تناول المبعوث الأمريكي إلى دمشق ، بنود هذه العقوبات مع شرحها بالتفصيل للرئيس السوري، هذا الأخير الذي جاء في رده على هذه البنود [، بأن واشنطن كانت قد وعدت برفع هذه العقوبات، و هو الأمر الذي أدى إلى قيام إدارة أوباما بصرف النظر عن فكرة إعادة سفيرها إلى دمشق . الأمر الذي ينذر بتصعيد أمريكي ضد سوريا . وحسب ما جاء في وسائل الإعلام الغربية، سادت موجة غضب عارمة في واشنطن. على خلفية تصريحات الأسد للمبعوث الأمريكي إلى سوريا، مشيرة إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية لم تزود ميتشل بأي تعليمات توحي بأنها تنوي رفع العقوبات. ما دفع باعضاء الكونجرس لاستدعاء ديبلوماسيين من الخارجية، للوقوف على ما دار بين المبعوث الأمريكي والأسد. حيث قام ميتشل بتقديم محضر الاجتماع مع الأسد إلى وزارة الخارجية الأمريكية ، و كذا إلى أعضاء في الكونجرس، ليتم التوصل في الأخير إلى اتهام الرئيس السوري بشار الأسد ،" بمحاولته التلاعب بالولايات المتحدة وابتزازها". كما اتهمت إدارة أوباما سوريا، بضلوعها وراء عرقلة تشكيل الحكومة اللبنانية، رغم التصريحات الأمريكية التي أكدت أن هذا الأمر لا يعني واشنطن ولن تتدخل فيه، باعتباره شأن لبناني داخلي، الا أن اتهام سوريا بالوقوف وراء عدم تشكيل الحكومة اللبنانية، وجدت فيه أمريكا ذريعة لإعلان القطيعة ضد سوريا . و ما أثار حفيظة الإدارة الأمريكية ، حسب ما ذكرته بعض الوسائل الإعلامية ، أنه وبعد أشهر على الحوار الأمريكي مع الجانب السوري ، إلا أن الأسد لم يتنازل وينصاع للإدارة الأمريكية ويقدم تنازلات بلاده، وهو الأمر الذي اعتبرته واشنطن " ابتزازا" سوريا ضدها. و سارعت للتصعيد ضد دمشق، لا سيما في ظل التحالف التركي الإيراني والسوري .