ورطت الجماعات الإرهابية المسلحة نفسها بدخولها مغامرة الشبكة العنكبوتية، وفقدت قدرتها على السيطرة على عقول السذج منهم بعدما راهنت على تقنية جديدة متطورة دون معرفة تسييرها وفق العقلية الجزائرية، ليكتشفوا أن هؤلاء الذين اكتووا بنار الفتنة طيلة أزيد من 15 سنة لن يسقطوا في شرك الدعاية الإرهابية رغم الألفاظ الطنانة واعتماد التأويل التي تتماشى ومنهجها الإجرامي . وحسب متتبعين للشأن الأمني فإن تأثير تنظيم مايعرف " بالجماعة السلفية للدعوة والقتال " في الشباب الجزائري في الفترة الأخيرة تراجع بحيث عجزت عن تجنيد إرهابيين جدد في صفوفهم ولم يتمكن القادة من إيجاد وسيلة إقناع تجعل الإرهابيين يعلنون عصيانا مسلحا ضد الدولة الجزائرية وشعبها إلا تحت طائلة التهديد أو من خلال توريطهم في أعمال مشبوهة تجعلهم يلتحقون بالجبال خشية زجهم في السجن . وبعد الطريقة التقليدية التي لم تعد تنطلي على المواطنين والممثلة في تعليق مناشير في القرى والمداشر وكذا الأحياء المعزولة بالتركيز على انتقاد الحكومة الجزائرية وتحميلها مسؤولية ما لحق بالعرب من نكسات متتالية مع المطالبة بضرورة التمرد عليها لتخليص المسلمين من مشاكلهم، جاء دور الإنترنيت التي أعطاها اتباع درودكال طابعا آخر بالموازاة مع إعلان الانضمام إلى القاعدة في محاولة لإعطائها بعدا عالميا، إلا أن الوقت أثبت لهم أن التغرير بالجيل الجديد من الشباب يتطلب جهدا مضاعفا لأنه أضحى على قدر معتبر من الوعي الذي يمنعه من الوقوع في فخ الجماعات المسلحة التي لاترمي إلا للإيقاع بهم في دوامة التقتيل الجماعي دون معرفة أسباب العنف وأطرافه خاصة وأن الأزمة الأمنية في الجزائر أثبتت أن قادة ما يعرف "بالجماعة السلفية للدعوة والقتال " تواصل في أعمالها الإجرامية ليس للدفاع عن الدين الإسلامي الذي يبقى براء منها وإنما للانتقام من الشعب الجزائري الذي بقي صامدا ضدها وأبى إلا أن يقاوم فرق الضلال التي وصفها العارفون بشؤونها أنهم خوارج جدد أثاروا فتنة العصر وأساؤوا إلى الإسلام أيما إساءة .