بعد إقرار ميثاق السلم والمصالحة الذي جاء به الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، عادت ملامح الحياة تتضح في ولاية البويرة التي اكتوت بنار الإرهاب في العشرية السوداء، خاصة بعد المشاريع الكثيرة التي انطلقت أو ينتظر انجازها، ولازال الشباب وكل سكان المنطقة من التائبين وغيرهم، يطمحون في غد أفضل ومتمسكين بمسعى رئيس الجمهورية في رص صفوف الشعب الواحد والانطلاق نحو غد مشرق وطي صفحة الدموع والدم، والاستفادة من الدرس جيدا. *شباب اكتووا بنار الفتنة فأبوا إلا أن ينتخبوا الأخضرية تتجاوز مأساتها وتجسد خيار المصالحة عانت ولاية البويرة من أعمال إرهابية وسنوات دمار خلّفت ذعرا لازم المنطقة لسنوات عدة، ابتداء بأول عملية عدوانية نفذتها في منطقة الأخضرية أكبر دوائر الولاية في أولى سنوات الأزمة عندما امتدت أيادي الإجرام إلى ضحيتها الذي لم يكن إلا شرطيا يقطن بالمنطقة والمعروف بآيت عودية، لتنفذ فيه عملية اغتيال يندى لها الجبين، بذبحه بدم بارد على مرأى الجميع بالساحة الواقعة على مستوى سوق الأخضرية. ورغم الخطر الكبير الذي كانت عليه المنطقة على امتداد أكثر من 15 سنة، إلا أنها لم تعايش حالات الرعب التي خلّفها اختطاف المواطنين، على غرار كل من تيزي وزو وبومرداس، التي سجلت لوحدها أكثر من 30 عملية اختطاف، استهدفت فيها خاصة رجال الأعمال والمقاولين، حيث لم تسجل أية حالة اختطاف في ولاية البويرة، إلا أن المنطقة عرفت عمليات انتحارية عديدة بثت الرعب في نفوس المواطنين على مدار أكثر من 15 سنة، حيث أن 90 بالمئة منها مناطق إرهابية، إلا أن تطويق مصالح الأمن للولاية جعلت الحياة فيها تنتعش، خاصة بعد القضاء على كل الإرهابيين المنتمين إلى الجيل القديم. والبويرة من الولايات التي نشط فيها الكثير من الارهابيين، أمثال سمير سعيود وتوات الذي كان يتحرك بمنطقة الزبربر، والمدعو العشعاش وعلي الديس واغلي سعيد وبوشناق محمد ولعريبي، وغيرهم من الأسماء التي لم تتوان في زرع الر عب والتقتيل، إلا أن أغلبهم قتلوا أو تم تصفيتهم، كتلك العملية التي تمكن فيها قوات الجيش من القضاء على الإرهابي علي الديس. * بلدية بودربالة قرية بلعزم من أكبر المناطق التابعة للأخضرية، والتي عانت من ويلات الإرهاب وورثت دمار العشرية السوداء بسبب بعض شباب المنطقة الذين انطووا تحت لواء العديد من التنظيمات الإرهابية. إلا أنه وبعد القضاء عليهم، بدأت المنطقة تعرف انفراجا اجتماعيا على جميع المستويات، حيث عادت الحياة والاستقرار للمنطقة، ورجع سكان القرى والدواوير إلى حياة الريف دون أية عوائق أمنية. كما أفادت مصالح أمنية، أن العديد من شباب المنطقة التحقوا بالجبال في الفترة الأخيرة، إلا أنهم لم يمكثوا في الجبال سوى فترة قصيرة بسبب رفضهم لإراقة الدماء بدون وجه حق، واقتناعهم بعدم شرعية المطلب وضرورة الرجوع إلى الحياة الطبيعية والانطواء تحت رحمة المصالحة وغلق باب جهنم. لم يكن الأمر صعبا ونحن نبحث عن تصريحات بعض من عادوا إلى أحضان المجتمع من التائبين، فقد دلنا وسيط على تائبين اثنين غير عاديين وكان لنا حظ الالتقاء بهما، رغم رفضهما المتكرر لمقابلة الصحافة بمختلف أشكالها وعناوينها، ولم يقبلا إلا بعد إلحاح الوسيط الذي وعدنا بإجراء حوار قصير معهما، فكان لنا ما أردنا. ودون تردد، انتقلنا إلى منزل أحدهما واتفقنا على عدة نقاط، اعتبرها أحد الاثنين شروطا لقبول الحديث، ولاحظنا حذرهما والدقة في كلامهما. كما بدا على الأول علامات القيادة، باعتبار أن كلام المتواجدين لا يعلو على كلامه وطريقته في الإجابة تدل على أنه مهتم بكل صغيرة وكبيرة في مختلف المسائل المتعلقة بهذا الجانب. وقد التحق بصفوف "الجيا" في 1994 ومكث بالجبال 06 سنوات ونصف السنة، غير فيها تنظيمه 03 مرات بحثا عن جماعة تحمل نفس أفكاره. وعندما اكتشف أن التنظيمات جميعها ضالة، جاء ذلك مع الإعلان الرسمي لقانون الوئام المدني. وسرعان ما سمع التسجيل، قرر الاستجابة لنداء الحق. * توبة جماعية ترغم الإرهابيين المحاصرين على تغيير مناطق نشاطهم اضطرت الجماعات الإرهابية النشطة بالبويرة في المدة الأخيرة، إلى البحث عن جماعة تنضوي تحت لوائها بعد تمكّن مصالح الأمن من تفكيك عدة كتائب ووضع حد لأبرز المسلحين، خاصة منهم إرهابيي الجيل الأول الذين أعلنوا العصيان في بدايات الأزمة وحوّلوا المنطقة إلى جحيم، بفعل العمليات الإجرامية التي كانوا يرتكبونها بين الفينة والأخرى. وحسب مصادر موثوق بها،، فان إرهابيي منطقة البويرة كانوا ينشطون تحت لواء كتيبة "الغرباء "، "الهدى" بضواحي الشرق وكذا "الفاروق" بالضاحية الغربية، خاصة منها الأخضرية التي كانت أخطر بقعة في الوسط، إذ لم تكن تختلف كثيرا عن مناطق المديةوالبليدة وكذا عين الدفلى، التي كانت مسرحا لجرائم "الجيا". ولا تزال ذاكرة السكان تحتفظ ببعض اللقطات المروّعة عن المجازر التي راح ضحيتها العديد من أبناء المنطقة الأبرياء خلال سنوات التسعينيات. وتضيف المصادر، أن مصالح الأمن تمكنت من القضاء على أهم الأمراء، على غرار علي الديس، أمير كتيبة "الفاروق"، وكذا سلمان أبو العباس، أمير كتيبة "المريخ"، الذين اتخذوا من جبال الأخضرية وصولا إلى عمال وبني عمران شعبة العامر ببومرداس، معقلا لهم. كما تمكّنت من وضع حد لسمير سعيود المدعو "أبو مصعب عبد الله"، منسق تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، الذي أعلنت السلطات عن قتله في مواجهة مع الجيش في26 أفريل من عام 2007، لتكشف بعد ذلك أنه ما يزال حياً، حيث نُقل إلى مستشفى في العاصمة بعد اشتباك مع الجيش في منطقة سي مصطفى بولاية بومرداس (50 كلم شرق العاصمة)، إثر رفضه التوقف عند حاجز أمني، وأنه نجا بأعجوبة من الموت بعد أسابيع من العناية الطبية المركزة على مدى أسابيع. ويعتبر سعيود سمير البالغ من العمر 37 سنة، والمنحدر من لعزم بالأخضرية، أحد أبرز المطلوبين لأجهزة الأمن وإنه الرقم الثاني في تنظيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، وتولى مسؤولية "منسق الجماعة السلفية" بعد تولي "أبو مصعب عبد الودود" قيادتها في سبتمبر 2004. وقد سجن مرات عدة في قضايا إرهاب بولاية المدية، قبل أن يفرج عنه 1999، ليعود مجددا إلى نشاطه. وكانت الجماعة الإرهابية التي اصطدمت بالخبر، باعتبارها صدّقت بالرواية الأولى التي مكنت الأمن بفضل اعترافات الإرهابي الموقوف، من القضاء على 70 إرهابيا في أقل من 06 أشهر في كل من الجزائر العاصمة، بومرداس، البويرة، تيزي وزو وكذا البليدة، والتي كان مكلفا فيها بالاتصال، قد كذبت أن يكون "سمير سعيود" الرجل الثاني في التنظيم المسلح. وحسب المصادر نفسها، فإن النجاح الباهر لمصالح الأمن في حصد أهم الرؤوس، ومعها الاستجابة منقطعة النظير لميثاق السلم والمصالحة الوطنية، وقبلها الوئام المدني، بهذه المنطقة التي كانت محرمة على الكثيرين، وحتى السكان الذين أجبروا على الخضوع لحظر التجول في ساعة مبكرة تجنبا لأي مكروه محتمل الحدوث، جعل فلول الإرهابيين تبحث عن جماعة تؤويها، فلم تجد إلا كتيبة "الفاروق" التي حصرت نفسها بها، والنشطة خصوصا في المنطقة الحدودية مع بومرداس، في حين فضّل آخرون الاستقرار بمنطقة عمر المحطة الحدودية مع تيزي وزو. أما كتيبة "الغرباء"، فقد كانت السبّاقة إلى الاستجابة لنداء رئيس الجمهورية الداعي إلى ضرورة وقف القتال، ومعه الفتنة التي دامت لسنوات في إطار قانون الوئام المدني، بحيث تاب حوالي 200 عنصر في 1999، لتختفي الكتيبة نهائيا من المنطقة، على غرار كتائب كثيرة كانت معروفة بخطورتها مثل "كتيبة المريخ". وعلى العموم، فإن كتيبة "الفاروق" قد تلاشت مؤخرا بعد القضاء على أميرها الأخير عبد الرحمن بوزقزة، المدعو "أبو أسرة"، بتاريخ 28 جانفي 2008، لتضطر عناصره إلى الالتفاف ب "ج.جمال" المدعو "يونس أبو طلحة"، أمير سرية "الشام" المنحدر من منطقة القادرية بالبويرة، التي كانت سابقا محصورة بجبال "أقونيزكر" ببلدية شعبة العامر ببومرداس بزعامة "دلسي عيسى"، المكنى "أبو هشام". إلا أن المرض الخطير الذي أصاب هذا الأخير وألزمه الفراش بمعاقله وكبر سنه، جعله يتنازل عن الإمارة، حيث لا يتعدى عدد عناصرها حاليا 20 إرهابيا ينحدرون من نفس المناطق التي ينشطون فيها، وكانت نفس السرية وراء التخطيط للعملية الانتحارية التي استهدفت جويلية الفارط عناصر من الجيش الوطني الشعبي قبل الزيارة الميدانية للرئيس "عبد العزيز بوتفليقة" إلى ولاية البويرة، بواسطة دراجة نارية ارتطمت بشاحنة الجنود، خلّفت إصابة حوالي 13 جنديا. * تصريحات أمير تائب أنا كغيري ممن التحقوا بالجبل آنذاك والذين وصلوا إلى 40 ألف إرهابي واكتويت بنار الفتنة التي سرعان ما اكتشفت بطلانها، التحقت بالجماعات المسلحة بسبب الاندفاع الطائش كوني شابا وكنت أبلغ من العمر 17 سنة وبصدد إجراء امتحانات البكالوريا، بقيت 07 سنوات ثم تلقيت اقتراح الوئام المدني فرحبت بالفكرة بصدر رحب كون اقتناعي بفشل التنظيم وبطلان الفتاوى التي قدمت، وعن طريق الاستعانة برجال الدين وسماع الفتاوى والاقتراحات استوعبت ضرورة إنهاء المجزرة والعودة إلى كنف العائلة. * تائب يروي كيف غرر به والتحق بالجبل التحقت بالجبل لظروف كثيرة ومتشابكة ولعدم وعيي، والمغالطات الكثيرة التي وقعت فيها بسبب التضليل، وقد التحق آنذاك العديد من أصدقائي بالجماعات المسلحة فقررت الصعود إلى الجبل، وكان ذلك في سنة 1997، وبعدما أطلقت الدولة قانون الوئام المدني وكذا جديتها في هذا المسعى قررت الانسحاب لكن ذلك لم يكن إلا باقتناع وحتمية الواقع الذي وصلت إليه الجماعات المسلحة وكذا بسبب الاختلافات الحاصلة وسط الكتائب والتنظيمات الإرهابية خاصة بعد اختلاف المقصد والمطلب وسوء التنظيم، حينها جاء رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، بالغطاء الشرعي للمصالحة الوطنية، فقررت الاستجابة لنداء الرئيس لثقتي التامة في شخصه وجديته بعدما قضيت عامين كعنصر ضمن الجماعات المسلحة والتي أنجتني منها فتاوى العلماء الموثوق بهم، وأقنعتني بأنه طريق مسدود ولابد من مصالحتنا مع الوطن. * أطفال يؤدون التحية للأمن في أخطر المناطق بالأخضرية انتقلت "الأمة العربية" إلى حي القوير، الواقع وسط مدينة الأخضرية، ونفذنا إليه في محاولة لمعاينة الأوضاع الأمنية باعتبار أن المنطقة التي تعتبر امتدادا لجبال الزبربر قد انفجرت في سنوات التسعينات، وأعلن أغلب شبابها وقتها عن العصيان المدني محولين المنطقة إلى بركان لا يلبث يطلق حممه بين الفينة والأخرى، وأصبحت مظاهر القتل والتنكيل ومعها مختلف الاعتداءات التي مست المواطنين الذين يخالفونهم الرأي أو يلتزمون الحياد أمرا مألوفا لدرجة أن الجميع يرتقب الأسوأ دائما في انتظار وصول دوره. ولم يكن أحد يعرف إلى أين تتجه الأمور، فالعنف الممزوج بالفوضى كان سيد الموقف، ولم يكن الخوف والرعب اللذان لزما الحي لحقبة مريرة من الزمن يسمح لهم بالاهتداء إلى الطريق الصائب إلا بعد إعلان قانون الوئام المدني، ليتنفس الناس الصعداء ويعود الشباب المغرر بهم إلى أحضان عائلاتهم في وقت قياسي سرعان ما تجاوز المواطنون من خلاله جملة المآسي التي حرمتهم من الأمن والأمان ومعها العيش بطمأنينة. قبل أن نختار مكان توقفها، أثار انتباهنا مجموعة من الأطفال الذين كانوا منهمكين في اللعب على قارعة الطريق، وبمجرد أن لمحوا عناصر الأمن يدخلون الحي حتى انتصبوا واقفين في وضعية عجيبة كانت لوحدها أصدق تعبير عن كل ما يقال عن المنطقة، من أنها استقبلت أولادها بحفاوة وأجرت مصالحة حقيقية مع مختلف أسلاك الأمن لدرجة محت فيه كل الذكريات الأليمة عن سنوات الفوضى والفتنة، فالأطفال الذين لا يتجاوزون من العمر 10 سنوات أدوا التحية لعناصر الأمن على طريقة الكبار ووجوهم تشرق بابتسامات تطلق فيها ضحكات متقطعة بسبب طريقة أداء التحية لبعضهم. ولم تستغرب مصالح الأمن طريقة الاستقبال هذه وكأنها تعودت على الأمر في مختلف مناطق من البويرة، واكتفت برد التحية بمثلها رغم أن هذا التصرف التلقائي يحمل الكثير من الدلالات خاصة في هذه المنطقة بالذات التي كانت تعادي علانية أجهزة الأمن. * شباب يتناسى المأساة ويؤكد مشاركته في الانتخابات وصلنا إلى قلب حي القوير واتجهنا إلى مجموعة من الشباب الذين فتحوا لنا قلوبهم وتحدثوا إلينا دون خوف أو تردد، وشرعوا يقصّون علينا معاناتهم السابقة مؤكدين أنهم يعيشون الآن وسط عدد كبير من التائبين دون أي مركب نقص، يقول "نصر الدين" إنهم مضطرون للتعايش مع التائبين الذين انظموا في وقت مضى إلى مختلف التنظيمات المعادية للنظام من الجماعة الإسلامية المسلحة، الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وكذا الجيش الإسلامي للإنقاذ، ونشطوا في عدد من الكتائب كالفاروق، المريخ، الهدى، وكذا الغرباء إلا أنهم تراجعوا عن أعمالهم هذه ورجعوا إلى جادة الصواب، وما علينا نحن الذين كنا ضحايا للأزمة إلا تقبلهم معنا للتعايش بأمان، حسب ما قاله أحد أبناء المنطقة، مضيفا: كلنا أبناء الجزائر فقد طوينا الملف، وعلينا أن ننضوي تحت جناح المصالحة التي أقرها رئيس الجمهوية. وحدثنا "علي" الذي تحدث بطلاقة دون إخفاء للحقائق التي وقعت فيما سبق، فأكد أن الحياة تستمر وأنه لن يقف لمحاسبة هذا أو ذاك لأن الأمر يتعلق بفتنة أصابت الجميع، وكان لابد أن تتوقف ويعدل أصحابها عن سلوكاتهم العدوانية. ونحن نتحدث إلى الشباب لمسنا حقيقة التحسن الكبير الذي آلت إليه المنطقة، فنحن اخترنا في البداية الأشخاص الذين سنتحدث معهم ولو مبدئيا باعتبارنا غرباء عن المنطقة ولا نعرف ما يخبئه هؤلاء وراء تعابيرهم اللطيفة، إلا أن شكوكنا سرعان ما تبددت أمام توافد شباب آخرين انضموا إلى أبناء حيهم بعفوية، وأطلقوا العنان لأنفسهم، كل يروي قصته مع مأساته، وكأن الأمر يتعلق بماض ولى، ولم تبق منه إلا شظايا الذكريات بدأوا ينسونها شيئا فشيئا. ولم نتوقع أبدا ونحن نسألهم عن الانتخابات أن تكون إجاباتهم واضحة بهذا القدر، وقد اعتقدنا في البداية، أن المعنيين لن يدعوا السؤال يمر مرور الكرام، وافترضنا على الأقل أن يباشروا في سرد مشاكلهم اليومية مع البطالة وغيرها، إلا أن الشباب الذين وضعوا الأمن نصب أعينهم واعتبروه أولى اهتماماتهم أكدوا أنهم سينتخبون على من يعتبرونه الأصلح لمنع تكرار المأساة الوطنية. وأكد "أسامة" أنه سينتخب ولن يقف أحد في طريق انتخابه وأردف و"لماذا لا أنتخب؟". بالنسبة ل "مولود"، الذي يعرف كل صغيرة وكبيرة حدثت في الأخضرية والذي لم يتوقف عن التعقيب على حديث أصدقائه، إما نافيا أو متمما لهم رغم أنه آخر الملتحقين بنا، ولم يبال بأي شيء، يؤكد أن الحالة الأمنية الحالية تشجعه على الانتخاب. ورغم ما مر بالمنطقة من مآس، إلا أنها بدت لنا ونحن نغادرها تنتظر فجرا جديدا كشمس ذلك اليوم المشرق.