للمرة " س " يكشف رذاذ مطر الخريف عورات المنتخبين المحليين، حين تشكل قطرات من مطر فيضانات تأتي على كل شيء وتجرف في طريقها مشاريع مغشوشة وتنهار طرقات جديدة بسبب بعض الماء، وما يثير الضحك فعلا أن يتحدث الكثير من "الأميار" عندنا عن التنمية والقضاء على البطالة ومحاربة السوق الموازية في الوقت الذي عجزوا فيه عن إصلاح "بالوعة" لصرف مياه المطر، إن أبسط شيء كان لأي "مير" أن يفعله هو تقديم استقالته فورا بعدما عجز عن إصلاح البالوعات في بلديته، لكن الواقع هو العكس لأن "المير" في مثل هذه المواقف يقتني سيارة جديدة رباعية الدفع . فبعد القمامة التي حاصرتنا صرنا اليوم محاصرين بالماء لتتحول البلديات عندنا إلى " فينيسيا " - مدينة البندقية في إيطاليا- التي يحاصرها الماء من كل الجهات، وإن كانت البندقية بوضعها الحالي منطقة سياحية تدر الشيء الفلاني على خزينتها فإن " فينيسياتنا " التي صنعتها مياه المطر تجعل سكانها يهربون بجلودهم خشية أن تبتلعهم بلوعات البلدية التي لا تقوم بصيانتها في الصيف ولكن بعد الكارثة، في تكريس غريب للإصلاح بعد الكارثة أو معالجة المرضى بعد الموت، وربما كان حري بالسلطات المحلية أن تعلن حالة الطوارئ عقب أي نشرة جوية وتدعو الناس للابتعاد عن البالوعات، أو التبليغ عن أي بالوعة مشبوهة، وإنه حقا لموقف مثل هذا يصلح لانتاجه كفيلم رعب في "هوليهوود" يصور لنا هجوم البالوعات على البلديات. HYPERLINK "mailto: هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته " "_blank" هذا البريد محمى من المتطفلين , تحتاج إلى تشغيل الجافا سكريبت لمشاهدته