أكد، أمس، محمد عبد العال هارون القائم بالعمال سفارة السودان بالجزائر، أن الحملة الإعلامية التي تشنها حاليا القنوات المصرية ليس لها أي مبرر ولا صلة بمباراة الخرطوم، وأوضح محمد عبد العال أن السلطات السودانية لم تسجل أية أحداث خطيرة تستدعي كل هذا الكم الهائل من الاتهامات، وهذا خلال الندوة الصحفية التي نظمها أمس النادي الإعلامي لأصدقاء الرئيس بوتفليقة، بحضور جمع من الإعلاميين وأعضاء النادي والمدير العام والراعي الرسمي للنادي محمد قروش. وقال السفير خلال تدخله، إن هذه المباراة ستكون خطوة لتوطيد ودفع العلاقات الجزائرية السودانية إلى الأمام، مذكرا في ذات الوقت بمختلف الروابط الدينية والاجتماعية التي تربط البلدين، ونوه السفير بمختلف المجهودات التي بذلها رئيس الجمهورية الجزائرية من أجل دعم الحركات التحررية في العالم، حيث كانت له مواقف مشرفة، ولعل أبرزها وقفته التضامنية مع الرئيس السوداني عمر البشير عندما أصدرت المحكمة الدولية مذكرة توقيفه، حيث سارع عبد العزيز بوتفليقة إلى مساندته من خلال إرسال له مبعوثا عبّر له عن موقف الجزائر حكومة وشعبا والذي حمل مقولة "نحن معك يا البشير حكومة وشعبا ظالما أو مظلوما". وكشف السفير في حديث، أنه قد تلقى آلاف المكالمات الهاتفية من مختلف الكتل السياسية والمجتمع المدني، يشكرون فيها مختلف الجهود التي بذلتها الجمهورية السودانية في إنجاح عملية تنظيم اللقاء الكروي بين مصر والجزائر، داعيا في ذات الوقت إلى ترجمة كل هذه المشاعر والعواطف على أرض الميدان من خلال تعميق الشراكة والعلاقات بين البلدين في مختلف المجالات، سواء اقتصاديا أو إعلاميا. من جهة أخرى، تأسف محمد عبد العال عن مختلف الافتراءات والأكاذيب التي لفقتها بعض وسائل الإعلام المصري، حيث اعتبرها مسرحية فاشلة الإخراج وإن إعلامييها لم يبلغوا بعد سن الرشد، وخاطب السفير في هذا السياق الإعلام الجزائري بقوله "اطمئنوا وقولوا للجزائريين بأنه لم يحدث أي شيء في السودان"، مؤكدا في ذات الوقت أنه لا وجود لأي مسجون جزائري في السجون السودانية ولم تحدث أية مشاكل تستدعي كل هذه الضجة الإعلامية التي وصلت إلى حد قطع العلاقات في بعض المجالات بين البلدين. وأكد السفير أن المناصرين الجزائريين الذين توافدوا إلى السودان، أنهم كانوا في قمة التحضر، قائلا "أنتم الجزائريون حافظتم على أخلاقكم الحميدة". أما في بشأن السلاح الأبيض الذي رج اقتناؤه في الأسواق السودانية، فأكد ذات المتحدث أنه لا وجود له من الصحة، وإن وجد فهو لم يدخل إلى أرضية الميدان، باعتبار أن الملعب كان مجهزا بأجهزة فحص الأسلحة بكل أنواعها، مذكرا في ذات الوقت أن السلطات السودانية قد وفرت أزيد من 15 ألف جندي، كما شكّلت لجنة عليا في البلاد لمتابعة تطورات هذه المباراة، والتي لم يسجل أية حادث خطير فيها، ماعدا تسعة بلاغات مجهولة الهوية، مما منح السودان شهادة اعتراف دولية من طرف "الفيفا" لجدارتها في التنظيم في ظرف قياسي لم يتجاوز 72 ساعة. وعلى صعيد آخر، أشاد أحمد قادة المنسق المكلف بالإعلام على مستوى الجمعيات المساندة لبرنامج رئيس الجمهورية، بالدور الحيادي والفعال للجمهورية السودانية في إدارة هذا اللقاء، داعيا في ذات الوقت إلى تفعيل التعاون بين الشعبين، في حين شكر ذات المتحدث الجهود التي قدمها رئيس الجمهورية من أجل اكتمال فرحة الجمهور ولم شمله. أما بخصوص الحملة المسعورة التي تقودها القنوات المصرية، فقال المتحدث "إننا أعلى مستوى من أن نرد على مثل هذه التفاهات، رغم أنها صادرة من جوانب رسمية في النظام المصري"، مؤكدا في ذات الوقت أن هذه الفئة لا تمثل أبدا الشعب المصري الشقيق. وفي تدخل لرئيس النادي الإعلامي لأصدقاء الرئيس، قال وائل دعدوش إن مباراة كرة القدم لا يمكن أبدا أن تكون سببا في قطع صلة الرحم بين شعبين شقيقين، مستنكرا في ذات الوقت كل التصرفات الإعلامية اللامسؤولة التي أصدرتها الدكاكين المصرية. وأشاد ذات المتحدث بالإعلام الجزائري الذي رفع التحدي واستطاع بكل جدارة ومهنية، الرد على هاته الاستفزازات. وكرد للجميل وحسن الاستضافة التي حظي بها مناصرو "الخضر" في السودان، قدم وائل دعدوش مجموعة من الهدايا للوفد السوداني، من بينها وسام عرفان وتقدير للرئيس السوداني عمر البشير.