أختتمت في وقت متأخر من ليلة السبت إلى الأحد السبت أشغال المنتدى الاقتصادي العالمي "دافوس" في دورته الأربعين وسط أجواء طبعها القلق جراء استمرار مشاكل الميزانية في عدد من الدول موازاة مع تواصل الجدل حول كيفيات ضبط القطاع المالي والبنكي. وكان المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس كان قد شدد في "بيان صارم" على ضرورة تصحيح الأوضاع المالية العامة لأنها ستشكل أحد أكبر التحديات التي ينبغي على الاقتصاد العالمي مواجهتها خلال السنوات القادمة.وأوضح ستراوس كان أن استقرار الميزانية ستكون أحد هذه التحديات إن لم تكن أكبرها على الإطلاق، مضيفا أنه سيكون أمام معظم الدول مواجهة هذه التحديات لمدة خمس أوست أوسبع سنوات وفقا لحالة كل دولة .كما لفت مدير الصندوق إلى ضرورة استعداد الدول للتخلي عن الإجراءات الاستثنائية والمكلفة التي اتخذتها للتصدي للأزمة خاصة بعد عمليات الاقتراض الكبيرة التي لجأت إليها لتمويل اقتصادياتها وإخراجها من حالة الانكماش. وأشار في هذا الصدد إلى وجوب أن تتم هذه العمليات بصفة حذرة وتدريجية لأنها إن جرت بسرعة قد تؤدي إلى عودة الانكماش الاقتصادي مجددا. من جهتها شددت وزيرة الاقتصاد الفرنسية كريستين لاغارد على أهمية "توقيت" سحب الدعم العام للانتعاش وإصلاح القطاع المالي وتصحيح المالية العامة. أما بالنسبة للتوقعات الاقتصادية للعام الحالي فقد بدا ستروس متحفظا على غرار العديد من المشاركين الآخرين بعدما رفع صندوق النقد الدولي مؤخرا توقعاته للنمو الاقتصادي العالمي إلى 9ر3 بالمائة. وقال ستروس كان أن النمو يعود بسرعة أكبر وفي وقت مبكر مما كان متوقعا لكن علينا ألا ننسى أن هذا النمو مازال هشا لأن قسما كبيرا منه مدعوم بواسطة الأموال العامة في حين لا يزال الطلب الخاص ضعيفا. أما المستشار الاقتصادي للرئيس الأميركي باراك أوباما لورنس سامرز فقد أعرب عن قلقه من مستوى "البطالة" مشيرا إلى وجود انتعاش إحصائي مقابل انكماش بشري. من جهة أخرى شكلت مسألة فرض ضوابط على القطاع المالي والبنكي بعد الاقتراحات التي طرحها الرئيس الأمريكي باراك اوباما والقاضية بالحد من حجم ونشاطات البنوك وكذا منعها من المضاربة المالية جدلا كبيرا بين السياسيين ورؤساء هذه البنوك. وأمام إعلان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي دعمه لمسعى نظيره الأمريكي حيث ندد بانحرافات الرأسمالية المالية وب"السلوك المشين الذي لن يقبل به الرأي العام بعد اليوم" فقد ضاعف رؤساء البنوك -الذين حضروا بإعداد كبيرة إلى "دافوس" تحذيراتهم من المبالغة في تشديد الضوابط على نشاطهم مما سيقلص حسبهم من هامش التحرك ويمنعهم من تمويل الاقتصاد.