تحوّلت شوارع وهران في الآونة الأخيرة، إلى مسرح لمختلف مظاهر العنف التي تترجمها فعليا الأرقام المسجلة من قبل مصالح الدرك الوطني، التي عالجت السنة المنصرمة قرابة 20 قضية قتل، منها 11 حالة عمدية راح ضحيتها أشخاص من فئات عمرية مختلفة، على غرار عسكري بالقوات البحرية بأرزيو يبلغ من العمر 27 سنة، أزهق روحه مجموعة مراهقين من ضمنهم قاصرين بسبب هاتف نقال، إضافة إلى تسجيل جريمة أخرى بشعة مطلع شهر جوان ببلدية بوتليليس غرب عاصمة الولاية، بطلها أب أراد أن يداري خطيئة ابنته، فأرداها قتيلة، ليكشف التحقيق أن الوفاة تتعلق بجريمة، مما أدى إلى إنتشال جثة الضحية شهرين بعد الحادثة. أما جنوبوهران، فقد اهتز لمقتل معلمة على يد شقيقها بواد تليلات الذي أدين ب 20 سنة سجنا نافذا، بحر الأسبوع المنصرم، بتهمة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. جرائم القتل تعد أكبر دليل على تنامي العنف بالمنطقة، التي قد تتصدر الترتيب على المستوى الوطني بالنظر إلى القفزة الخطيرة في نوع الجرائم، حيث توصلت تحقيقات مصالح الدرك إلى أن مصطلح الاغتيال دخل قاموس الجريمة بوهران، حيث سجلت حالتان قدر معهما توفر أكثر من ظرفي الإصرار والترصد قبل قتل الضحايا، إذ ثبت بعد مراجعة الحيثيات أن الضحيتين تم إستدراجهما إلى مسرح الجريمة قبل تنفيذها، في الوقت الذي نجا مواطنان من محاولة قتل مؤكدة بفضل تدخل أعوان الدرك، الذين سجلوا في المقابل 4 حالات ضرب وجرح عمدي مفضي إلى الوفاة دون قصد إحداثها، من بين 548 بالسلاح الأبيض أثناء مختلف التدخلات في القضايا التي سجلت 37 حالة ضرب وجرح عمدي متبادل، تدخل في إطار المشاجرة التي طالت للأسف الشديد حتى الأصول ب 28 حالة، يليهم القصر ب 4 جرائم من أصل 221 قضية إعتداء بالعنف. فيما بلغ عدد القضايا المصحوبة بالتهديد، 25 حالة باستعمال الأسلحة بمختلف أنواعها، بما في ذلك النارية، على غرار إطلاق رب أسرة بأرزيو النار فوق رؤوس 4 أشقاء هجموا على مسكنه للاعتداء على شقيقه بالسيوف، يلي ذلك التهديدات الشفوية ب 66 حالة، فالكتابية في حالة واحدة أودعت خلالها شكوى لدى فرق الدرك الوطني التي تشير إلى ضرورة إتخاذ الإجراءات الملائمة للحد من ظاهرة إنتهاك حرمة المنازل التي بلغتها 28 قضية بخصوصها. وحدات المجموعة الولائية للدرك الوطني بوهران، تدق ناقوس الخطر أمام الإرتفاع الرهيب لمعدلات الإجرام التي كشفت تورط الشباب من الفئات العمرية بين 18 و28 سنة، وبالخصوص فئة البطالين الجديرة بالاهتمام، لأن الجهود المبذولة من قبل ذات المصالح التي تسعى إلى إضفاء الطابع الجواري على مهامها من خلال حملاتها التحسيسية في مختلف النقاط، والتي تعدت 30 حملة خصت الشواطئ ومؤسسات إعادة التربية، إضافة إلى تدخلها للم شمل 14 عائلة وإعادة إدماج أفرادها في المجتمع، زيادة على الحرص على تحويل نسبة عريضة من تدخلاتها إلى الوقائية بفعل السرعة في الإستجابة إلى طلبات المساعدة للتقليل من حدة الأضرار، غير كافية لتدارك الوضع، لأن الظاهرة ليست وليدة اليوم والليلة، بل هي نتاج لتراكم عدة ظروف، قادت إلى استفحال سرطان العنف في المجتمع الوهراني على وجه التحديد.