كشفت الكميات المعتبرة من الأمطار التي تهاطلت خلال هذه الأيام عيوب مدينة بني صاف الساحلية بولاية عين تموشنت، التي أضحت شوارعها تسبح في برك مائية يستحيل في الكثير من الحالات على قاطني أغلب أحياء المدينة الالتحاق بمنازلهم في ظروف عادية نظرا للعراقيل العديدة التي تقف أمامهم، لتكشف بذلك هذه الأمطار المستور وتسدل الستار على سياسة البريكولاج، التي ينتهجها المسؤولون المحليون مند سنوات عديدة في إنجاز مشاريع التهيئة التي صرفت عليها الملايير لكن دون نتيجة تذكر، الأمر الذي أثار تذمر ساكنة المدينة واستيائهم الشديد من الوضعية الكارثية التي تشهدها مختلف أحياء المدينة. وبحسبهم فإن هذه الأمطار كشفت مدى هشاشة السياسة المنتهجة من طرف السلطات في إنجاز المشاريع المبرمجة في المدينة، من أجل الحد من الكوارث الطبيعية المحتمل وقوعها خلال فصل الشتاء، متسائلين إلى متى تستمر الأوضاع على هذا الحال في الوقت الذي يلاحظ فيه أن أموال طائلة تصرف سنويا من طرف السلطات البلدية والولائية من أجل إنجاز عدة مشاريع مبرمجة بهدف ترميم طرق مختلف الأحياء والتي من شأنها وضع حد لتجمع مياه الأمطار في كل مكان، لكن دون أن نرى الملموس، كما أشاروا إلى أنه من الصعب اليوم على المواطن أن يستعمل أرصفة الطرقات الداخلية لمدينة بني صاف. فبالرغم من المدة القصيرة التي مضت على إعادة ترميمها إلا أنها أضحت أماكن لتشكل البرك المائية، هذا الوضع يعكس فعلا النتائج السلبية للمشاريع المنجزة والناجمة أساسا عن غياب الإرادة الفعلية للمسؤولين وكذا غياب الرقابة الميدانية التي من شأنها أن تضمن إنجاز المشاريع وفق الدراسات والمعايير المعمول بها عالميا، ومن جهة أخرى طرح بعض السكان مشكل البالوعات، فأغلبها المتواجدة بأحياء المدينة تشهد تجمع مياه الأمطار الأولى التي تساقطت على المنطقة حيث فاضت هذه البالوعات ومجاري المياه جراء الأمطار المصحوبة بالأتربة، نظرا لعدم مباشرة المصالح المعنية لعملية تنقية هذه البالوعات ضمن البرنامج المقرر مع نهاية كل فصل صيف، الأمر الذي تسبب في غرق طرق المدينة في المياه ما شكل عائقا كبيرا أمام أصحاب المركبات، وكذا الراجلين على حد سواء ونتيجة لكل هذا دعا مواطنو مدينة بني صاف السلطات المحلية لاتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية للحد من معاناتهم لاسيما الإسراع في تنقية البالوعات من أجل تفادي أي كارثة طبيعية محتملة خلال فصل الشتاء الذي نحن فيه.