شهد حفل تكريم 185 خاتما إجازا في القرآن الكريم، في طبعته الرابعة، بوهران مشاركة كبيرة من قبل العنصر النسوي وذلك بنسبة 90 بالمائة من مجموع المكرّمين، واللواتي أغلبهن طالبات بكلية بمختلف التخصّصات، وهو ما يعكس مدى مثابرة طلبة الجيش الأبيض على حفظ القرآن خلال فترة جائحة كورونا والتزاما بالحضور عبر تقنية المراجعة عن بُعد. هذا وخلال الحفل كانت لنا هذه انطباعات مع الطلبة المتوّجين. كيف لنا أن نثابر على حفظ الدروس الدنيوية ولا نثابر على حفظ كتاب الله؟ "غزال عبير" 22 سنة من ولاية سيدي بلعباس، طالبة جامعية سنة رابعة طب عام، "مشاركتي في متابعة المقرأة الإلكترونية لحفظ القرآن الكريم كانت خلال دراستي بالسنة الثانية جامعي، فقد قمت بحفظ الأحزاب الأولى من القرآن، ليكون فيما بعد عزم وإرادة قوية لمتابعة الحفظ والذي كان خلال الموسم الفارط، أين التحقت بالدفعة الرابعة، بتاريخ 5 جويلية 2020 لختم القرآن وحفظه، وهذا من خلال استغلال فترة جائحة كورونا وتوقف الدراسة، أين دأبت على المتابعة وهذا تحت إشراف معلّمي ومؤطري المدرسة الشاطبية بالسانية، حيث كانت عملية المراجعة عبر موقّع التواصل عن بُعد واتساب بتقنية عن بُعد، كما أن إصراري على حفظ القرآن جاء من منطلق سؤال لطالما كان يراودني وهو "كيف لي وأنا طالبة أن أتمكّن من حفظ دروس تخصّصي الجامعي، خاصة وأن دروس الطب من أعقد المواضيع، ولا يمكن أن أحفظ كتاب الله عز وجل الذي هو نبراس حياتي في الدنيا والآخرة. كما أنه كيف لنا أن نكون جاحدين وقد منّا الله علينا بحكمة الطب وعلاج المرضى وحكمة قلّما يخص بها عبيده، لذا أولى بنا أن نحافظ على هذه الحكمة من خلال تنوير قلوبنا ودروبنا، بحفظ كتاب الله ومن هنا عقدت العزم على العمل على حفظ وختم القرآن وهو شعور جميل جدا وراحة نفسية لا مثيل لها." "فراجي نور الهدى" أمنيتي تدريس وتعليم القرآن ونشره خارج الوطن الطالبة "فراجي نور الهدى" من وهران البالغة من العمر 22 سنة وهي طالبة بمعهد العلوم الإسلامية ماستر2، فقد أكدت أن فرحتها اليوم بهذا التتويج للدفعة الرابعة النوفمبرية لا توصف ولا يضاهيها فرحة بعدها، فكل الشهادات التي تحصّلت عليها في مشواري الدراسي فرحتها لا تساوي ذرة من شهادة اليوم وهو شهادة ختم كتاب الله والذي جاء بفضل أساتذة ومعلمات بالمقرأة الإلكترونية بالمدرسة القرآنية الشاطبية، كما أن مشاركتنا في المخيم الصيفي الإلكتروني، جعلني أكثر متابعة للحفظ، حيث كنت أقوم بعملية الحفظ في الفترة الصباحية وعرض المراجعة على المؤطرين بالفترة المسائية. والحمد لله كنت من ضمن الخاتمين للمصحف الشريف، وأمنيتي الوحيدة هو أن أكون معلمة بالمدرسة لتعليم القرآن. وأمام تهافت الطلبة على الالتحاق بالمقرأة الإلكترونية للمدرسة القرآنية بالسانية، وبعد انقضاء الفترة المحددة للحفظ والمتابعة والتي كانت خلال الفترة الممتدة من شهر جويلية وإلى غاية 20 أوت من العام المنصرم، إلا أن الطالبة "رجاء عبد الله" من وهران سنة سادسة تخصّص طب عام، استطاعت الالتحاق بالدفعة خلال شهر جانفي الفارط بعدما كانت تحفظ 20 حزبا للتمكّن من متابعة حفظ القرآن، مؤكّدة أن أمنيتي الوحيدة هو تدريس العلوم الإسلامية بالخارج ونشر الدين وتعليمه وهي رسالة من أجل نشر الديانة والثقافة والحضارة الإسلامية خارج الوطن. على الشباب استغلال الفرصة في هذه الدنيا والمثابرة والحفظ وقد أعرب الطالب "سامر عبد العزيز" البالغ من العمر 16 سنة عن فرحته، كونه أصبح حاملا في صدره كلام الله وختمه للمصحف الشريف، في هذا اليوم المبارك وسط جموع من الحاضرين وخريج الدفعة النوفمبرية الرابعة التي تضم 185 حافظ للقرآن، كما دعا الشباب إلى ضرورة استغلال فرصة تلاوة وحفظ كلام الله الذي يعتبر دواء وشفاء للأنفس والأبدان. وفي تصريح لمدير الشؤون الدينية والأوقاف السيد "عمروش مسعود"، أكد مشاركة طلبة من 48 ولاية ومن الدول الشقيقة، لدليل واضح على مدى عزم الطلبة المكرّمين اليوم على كسر الظرف الصحي لجائحة الكورونا، حيث جعلت الطلبة يحسنون استغلالها في حفظ كتاب الله وهذا من خلال ما يسمى بالمقرأة الإلكترونية، والتي كانت طريقة الحفظ بتقنية عن بُعد وذلك بمدرسة الشاطبية لحفظ القرآن الكائنة بالسانية تحت إشراف وتأطير الدكتور "بدر الدين عماري"، حيث شارك في هذه الدفعة 2000 طالب وطالبة من مختلف التخصّصات الجامعية، أغلبهم في مجال الطب، حيث انطلقت الدورة بتاريخ 5 جويلية 2020 وانتهت بتاريخ 20 أوت 2020، حيث كان تتويج الطلبة مبرمج خلال الفاتح من شهر نوفمبر المنصرم، إلا الظروف الصحية أجّلت حفل التكريم ليتم اليوم تكريمهم عشية 18 فيفري والتي تتزامن وذكرى يوم الشهيد، وهي رسالة من أحفاد شهداء ومجاهدي الثورة التحريرية المظفّرة، بمدى تمسّك جيل الاستقلال بأمجادهم والسير على خطاهم من أجل بناء الجزائر. بقدار فرح