كسبت الثورة المصرية أمس أرضا جديدة في سعيها لإسقاط النظام المصري، وذلك بعد أن اضطرت الحكومة إلى إخلاء مقرها الرسمي بعد أن أحكم المتظاهرون الطوق حوله في حين توسعت دائرة الاحتجاجات بانضمام آلاف من العمال إلى التظاهر. وأفادت مصادر إعلامية أن الحكومة تمارس أعمالها الآن من مقر وزارة الطيران المدني. كما صدرت الأوامر لموظفي مجلسي الشعب والشورى بمغادرة مكاتبهم، وذلك بعد أن انضم آلاف المحتجين صباح أمس للمعتصمين أمام الهيئة البرلمانية للمطالبة باستقالة النواب فورا. وقالت الصحفية سارة عبد الحميد للجزيرة إن مناوشات جرت بعد أن حاول عناصر الجيش إرجاع المعتصمين إلى الوراء قرب مبنى مجلس الشعب ومجمع الوزارات، لكن المعتصمين تدافعوا لرد محاولات الجيش ووقفوا دروعًا بشرية ونجحوا في إحباط هذه المحاولات. في الأثناء أفادت معلومات حصلت عليها الجزيرة أن مواطنين أحرقوا أمس سيارة محافظ بورسعيد اللواء مصطفى عبد اللطيف وعددا من الدراجات النارية الخاصة بحراسته. وفي الخارجة عاصمة محافظة الوادي الجديد جنوب غرب القاهرة قتل ثلاثة أشخاص وجرح العشرات من المواطنين خلال مواجهات وقعت مع الشرطة المصرية استمرت حتى الساعات الأولى من صباح أمس. ويعد ذلك حلقة جديدة في سلسلة من المصادمات التي تشهدها المدينة على خلفية مظاهرات منددة بانتهاكات جهاز الشرطة. إلى ذلك خرج مئات الإعلاميين والمذيعين العاملين في التلفزيون المصري في مظاهرة نددت بما وصفوه بالتغطية السيئة للتلفزيون تجاه ثورة الشعب المصري. وقد أقدم عدد منهم على تقديم استقالاتهم احتجاجا على "تشويه" وزير الإعلام أنس الفقي لصورة الشباب المصري. من جهة أخرى تعرض نقيب الصحفيين المصريين مكرم محمد أحمد للطرد من مقر النقابة أول أمس الثلاثاء أثناء حضوره لمجلس عزاء الصحفي أحمد محمود الذي اغتيل برصاص قناص يوم السبت الماضي. وبينما تتواصل مظاهرات الاحتجاج لإسقاط النظام انطلقت مظاهرات موازية تطالب بتحسين المعيشة ورفع الأجور. وأفادت مصادر للجزيرة بالقاهرة أن ثلاثة آلاف وخمسمائة عامل بشركة الكوك للكيماويات الأساسية بمحافظة حلوان جنوبالقاهرة تظاهروا اليوم للمطالبة بزيادة أجورهم، كما تظاهر نحو ألف وخمسمائة عامل بشركة الخدمات التجارية البترولية "بتروتريد"، التابعة لوزارة البترول بفرع الهرم بمحافظة الجيزة، وتظاهر آخرون في الإسكندرية. وأفادت مصادر عمالية بالقاهرة للجزيرة قيام مظاهرات أمس نظمها العاملون بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وفي مدينة نصر انطلقت مظاهرة أخرى عند وزارة القوى العاملة قرب القصر الرئاسي. هذا إلى جانب مظاهرة في مستشفى كفر الزيات نظمها ممرضون. كما تظاهر ألف عامل في الترسانة البحرية في السويس لتحسين الأجور. وأضرب سائقو ومحصلو هيئة النقل العام في منطقة "السواح" والأميرية في القاهرة. وفي شأن ذي صلة وصف قادة المتظاهرين ما أدلى به عمر سليمان نائب الرئيس المصري من أن البديل للحوار هو الانقلاب ب"التهديدات الخطيرة". وقال المتحدث باسم تحالف شباب الثورة عبد الرحمن سمير إن سليمان يقوم بإيجاد سيناريو كارثي ويهدد بفرض الأحكام العرفية مما يعني أنه سيتمّ قمع كل من هو موجود في ميدان التحرير. وبدا المشهد الميداني في ميدان التحرير صباح أمس أكثر هدوءا من أمس الذي شهد توافد ملايين الأشخاص على مواقع الاحتجاج بينهم نحو مليون في ميدان التحرير بالقاهرة. وفي إطار "يوم حب مصر" عمت مظاهرات حاشدة يوم أول أمس مدنا كثيرة من الجنوب إلى الشمال. وشهدت الإسكندرية مظاهرة جديدة ضخمة بلغ عدد المشاركين فيها نحو مليون شخص، وفق ما قاله الصحفي رضا شعبان للجزيرة. وتظاهر أول أمس نحو ربع مليون شخص في المنصورة مطالبين بتنحية مبارك وحل مجلس الشعب والشورى. كما تظاهر أيضا عشرات الآلاف في شوارع دمياط وطنطا والفيوم والزقازيق والإسماعيلية والبحيرة وأسيوط وسوهاج والأقصر وبني سويف والوادي الجديد والعريش والدقهلية، مطالبين برحيل النظام. وأكد مصدر صحفي أن ما لا يقل عن 150 ألف متظاهر خرجوا أيضا في مسيرات غير مسبوقة بمدن صعيد مصر مثل أسوان وسوهاج. وفي العريش بشمال سيناء حيث نظمت عدة مسيرات, قال الصحفي حازم البلك إن القوى السياسية وشخصيات مستقلة دعوا إلى تشكيل لجنة لحماية الثورة، كما دعوا إلى اعتصامات حاشدة، وأقاموا خيمة ضخمة بأحد ميادين المدينة.