أكد وزير التعليم العالي و البحث العلمي السيد رشيد حراوبية أول أمس الأحد بالجزائر العاصمة على أهمية التطرق في الندوة الوطنية لمدراء مؤسسات التعليم العالي إلى المسائل المتعلقة بإضفاء مقروئية أحسن على الشهادات الجامعية و إيجاد التناظرات والمعابر بين مسارات التكوين الجامعي في النظامين الكلاسيكي والجديد. و أعتبر السيد حراويبة في كلمة ألقاها في انطلاق اشغال هذه الندوة أن هذه الاخيرة ذات أهمية ليس فقط بالنظر لطبيعة الموضوعات المطروحة على جدول أعمالها بل لكونها تنعقد "تتويجا لمسار طويل من المشاورات والمناقشات التي نظمت في مختلف المستويات السلمية للمؤسسة الجامعية و ضمت مختلف مكونات الأسرة الجامعية". وذكر الوزير أن هذه الندوة تعرف مشاركة إطارات القطاع ومختلف مكونات الاسرة الجامعية من أساتذة إلى جانب حوالي 100 طالب بحيث يتم خلالها استجلاء عدد من الحقائق و إعادة توطين آلية التكفل بالانشغالات المطروحة في إطارها الطبيعي والمتمثل في الفضاء البيداغوجي والعلمي. ويرى الوزير أن الحوار وحده يعد المنهج السليم لبلورة الحلول على أسس بيداغوجية وعلمية وتجاوز الصعوبات الظرفية. وتطرق السيد حراوبية إلى الاحتجاجات التي شهدتها بعض المؤسسات الجامعية في الفترة الاخيرة أثرت على سيرها البيداغوجي العادي . وقد تركزت هذه الاحتجاجات يضيف المسؤول الاول للقطاع في البداية على المطالبة بإلغاء التعديلات الواردة في المرسوم رقم 10-315 المؤرخ في ديسمبر 2010 المتعلق بالموظفين الحاليين في الوظيفة العمومية والذي يحدد الشبكة الاستدلالية لمرتبات الموظفين ونظام دفع رواتبهم. غير أن لائحة المطالب - يضيف الوزير - ما لبثت بعد أن تمت الاستجابة لمطلب إلغاء المرسوم المذكور وتقديم توضيحات ضرورية ذات الصلة بالمطالب الفرعية الاخرى أن امتدت لتشمل مطالب أخرى . وكان الوزير قد أفاد بأن المطالب الفرعية التي تمت الاستجابة لها تتعلق أساسا بتأكيد الاستمرار في فتح مسارات التكوين على مستوى الماجيستير لفائدة خريجي النظام الكلاسيكي في مختلف التخصصات والفروع وتأكيد استمرار المؤسسات الجامعية المعنية في منح دبلوم منهدس دولة. وقال أن هذه المطالب التي ما انفك يتوسع سقفها باتت تحدث شرخ بين طلبة النظام الكلاسيكي وطلبة النظام الجديد آل. آم. دي . رغم أن البعض منها بعيدة تماما عن المنحى البيداغوجي وتوجه نحو التشكيك في نظام لسانس ماستر دكتوراه في حد ذاته . وبعد أن ذكر بكل مراحل الاصلاحات التي عرفتها الجامعة من بداية التسعينات إلى غاية اليوم أكد الوزير أن اعتماد النظام آل. آم. دي. وتكييفه مع الواقع الوطني بالاضافة إلى المميزات البيداغوجية والعلمية التي يقدمها "سمح بتقديم مقروئية أكبر وأحسن لشهادتنا في الخارج ليضمن حراكا معتبرا لطلبتنا وأستاذتنا" . وبفضل النظام الجديد يضيف الوزير تعرف الجامعة اليوم تحسنا معتبرا لترتيباتها في التصنيفات الدولية في الوقت الذي لم يكن لها من قبل ذكر ضمن هذه التصنيفات . كما أكد أن النظام الجديد يعمل على إعادة تحديد مهام الجامعة وعلاقاتها مع شركائها الاقتصاديين والجامعيين . واعتبر الوزير هذا اللقاء بمثابة محطة هامة تضمنتها الرزنامة التي اعتمدت منذ شهر من طرف القطاع لفتح نقاش واسع ومعمق ومسؤول حول القضايا العلمية والبيداغوجية الجوهرية تتعلق أساسا بمسارات التعليم في النظامين الجديد والكلاسيكي واقتراح معابر بينها. وأبرز السيد حراوبية أهمية المشاركة الفعلية لكل المعنيين للتوصل إلى صياغة المقترحات الضرورية التي ستشكل الارضية الملائمة لاعداد مشاريع نصوص تنظم مسارات الدراسة في التعليم العالي . وأعرب الوزير في ختام كلمته عن أمله في أن تنصب الجهود على وضع اللبنات الصلبة لبناء الصرح الجامعي على أساس رؤى سليمة وقواعد موضوعية خدمة للحركية البيداغوجية والعلمية والاكاديمية.