نظرا لما تشكله من خطر على صحة المواطنين حذرت الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان من تفشي ظاهرة سقي المحاصيل الزراعية بالمياه القذرة على مستوى عدة ولايات من الوطن بشكل يهدد الصحة العمومية، مؤكدة بأن الظاهرة وراء تفشي أمراض خطيرة كالتيفوئيد والكوليرا. حيث دقت الرابطة ناقوس الخطر جراء الارتفاع المقلق لظاهرة سقي المحاصيل الزراعية بالمياه القذرة عبر الأراضي الفلاحية على مستوى عدد من الولايات وعلى رأسها العاصمة وتيبازة وبومرداس والشلف خاصة خلال السنتين الأخيرتين. ونددت الرابطة بمثل هذه السلوكات التي يلجأ إليها الكثير من الفلاحين من خلال استعمال المياه القذرة أوتلك الملوثة بمياه الصرف الصحي في السقي بهدف تحقيق ما أسمته بالربح بأبسط الوسائل وأسرع الحلول، كما إنتقدت غياب مخابر خاصة بمراقبة نوعية الخضار بالإضافة إلى انتشار الأسواق الفوضوية مما يسمح للفلاحين بزراعة أي منتوج وبيعه دون أدنى مساءلة. وأثار ذات المصدر غياب الثقافة الصحية والفلاحية لدى بعض الفلاحين، وهو الأمر الذي قالت الرابطة إنه من شأنه أن يسبب أخطارا صحية للمستهلك، من خلال ظهور تسمم غذائي وكذا نقل أنواع خطيرة من البكتيريا والجراثيم في جسم الإنسان والمسببة للعديد من الأمراض كالتيفوئيد والكوليرا. وطالب المكتب الولائي للرابطة الوطنية لحقوق الإنسان الشلف بإحداث التنسيق بين الوزارات المختصة مع القضاء على الصعوبات التي تواجه الفلاحين في إيصال المياه لأراضيهم مما يجعلهم يبحثون عن الطرق السهلة للسقي، وشدد على ضرورة "اتخاذ آليات ردع قاهرة في حق هؤلاء المتلاعبين بصحة المواطن البسيط تفاديا لانتشار الأمراض المتنقلة خصوصا ونحن على أبواب فصل الصيف". كما دعا إلى الإتلاف الفوري للمحاصيل الزراعية تجنبا لوقوع كوارث وتعقيدات صحية تشكل حتما ضررا بصحة المواطن. واقترح ذات المصدر جملة من الحلول للقضاء على ظاهرة استعمال المياه القذرة كإنشاء محطات التطهير مع وضع مخطط خاص بتوظيف المياه المستعملة في سقي المساحات المزروعة. كما اقترحت أيضا تفعيل آليات المراقبة على الأراضي الفلاحية ونوعيتها وتصنيفها بإنشاء شهادة مطابقة للسلع وخلوها من الأمراض قبل السماح بعرضها في الأسواق بالإضافة إلى توعية الفلاحين بخطورة استعمال المياه القذرة في السقي. س.س