البنتاغون يحذر من تنامي نشاطات "قاعدة المغرب الإسلامي" بالساحل الصحراوي حذر مسؤولون في وزارة الدفاع الأمريكية ومسؤولون عن مكافحة الإرهاب من تزايد فعالية ونشاط ما يعرف ب"تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" وهو ما يهدد حسبهم بزعزعة الاستقرار في منطقة الصحراء. وذكر المسؤولون الأمريكيون أن الجماعة التي تطلق على نفسها اسم تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي هي "فصيل صغير ومعزول إلى حد كبير" مؤلف من بضع مئات من "المناصرين" معظمهم من المتشددين المتمركزين في الصحراء الشاسعة في شمال مالي، مشيرين إلى أن بوادر تصعيد النشاط لتعزيز إمكانات النمو أصبح أمرا مقلقا. وينظر المسؤولون الأمريكيون والمحللون في مكافحة الإرهاب إلى الارتفاع السريع الذي حدث أخيرا في تنظيم القاعدة في اليمن بوصفه دليلا على أن المتشددين في شمال أفريقيا يمكنهم أن ينفذوا مهمة إرهابية على مستوى واسع بالسرعة نفسها. وأكد تقرير أمريكي تناولته وكالة "اسوشيتد برس" أن المتشددين في منطقة الساحل الصحراوي لم تظهر لديهم القدرة على شن مثل هذه الهجمات الخارجية، إلا أن توسيع نشاطاتهم في مجالات الخطف وتجارة المخدرات، مع ما تدر عليهم هذه الأعمال من أرباح يمكن أن تستخدم لتوسيع العمليات الإرهابية. وأضاف ذات التقرير أن هذه التطورات أدت إلى إطلاق صفارات الإنذار داخل منظمات مكافحة الإرهاب أمام هاجس توسيع القاعدة في المغرب الإسلامي من عملياتها لزعزعة الحكومات في شمال أفريقيا الإسلامي. إلى ذلك، أكد بروس ريدل وهو محلل بارز في معهد بروكينغز ومركز "سابان" وضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية أن المجموعة الإرهابية في شمال إفريقيا لديها مساحة أكبر للعمل فيها لكنها لم تطلق أي نوع من الهجمات الواسعة النطاق التي يخشى أن تقوم بها عندما أصبحت تابعة لتنظيم القاعدة منذ ثلاث سنوات وأضاف: "الآن إذا بدأت تعيد التنظيم والتجنيد والتطوير يمكن أن تصبح تهديداً أكثر خطورة" وتابع "وإذا كان نموذج يحتذي به مثل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية فهذا شيء مزعج للغاية". وأشار نائب مدير مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية برنامج الشرق الأوسط، حاييم مالكا، إلى أنه حتى الآن لم تتحرك الجماعة خارج إطار عمليات الخطف لخدمة أهداف "الجهاد العالمي للقاعدة" وهو ما خلق توترا بينها وبين قادة القاعدة الأساسيين في باكستان وأضاف: "إنهم لم يركزوا بعد على الصعيد العالمي للجهاد وإنهم بقوا في منطقة الصحراء وفشلوا كذلك في تحقيق أي اختراق في أجزاء أخرى من شمال أفريقيا". لكن مالكا حذر من أن توسيع الجماعة لنطاق عملها مع الشبكات الإجرامية المحلية على عمليات الخطف قد أعطى صورة بأنه آخذ في التوسع أكثر مما هو عليه بالفعل. والقلق وفقا لمسؤولين هو أن المتمردين ستزداد قوتهم وسيوسعون نطاق عملياتهم في جميع أنحاء المنطقة ما سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في مناطق أخرى بقدر ما قاموا به حتى الآن في شمال مالي.