صرح العقيد جمال زغيدة مدير مكتب التحقيقات بالقيادة العامة للدرك الوطني، أن قوات الأمن الوطني اشتبكت مرارا مع عناصر من تنظيم القاعدة يقدمون حراسة أمنية مسلحة لمهربي مخدرات في الصحراء، محذرا من خطر تحالف القاعدة مع مهربي المخدرات واستغلال أموال التهريب في تمويل النشاط الإرهابي. قال مدير مكتب التحقيقات بالقيادة العامة للدرك الوطني، أن قوات الأمن اشتبكت مع عناصر من تنظيم ما يعرف بتنظيم القاعدة كانوا يوفرون الحماية لقوافل تهريب المخدرات أربع مرات في 2008 و 15 مرة في 2009، موضحا أن هذه الاشتباكات تعد دليل على »التعاون بين تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وبين مهربي المخدرات في منطقة الصحراء«، وأوضح العقيد زغيدة في تصريح للإذاعة الوطنية أمس الأول إنهم يستخدمون أسلحة حربية مثل بنادق الكلاشينكوف لحماية مهربي المخدرات، محذرا من تبعات تحالف مهربي المخدرات مع عناصر القاعدة، حيث شدد أن »أي تحالف بين الجماعتين ستجعل منها خطرا أشد قوة«. وأبدى المسؤول في القيادة العامة للدرك الوطني تخوف مصالح الأمن من استخدام عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الأموال التي يحصلون عليها من تهريب المخدرات في تجنيد عناصر إرهابية جديدة وتمويل النشاط الإرهابي. وتتقاطع تصريحات المسؤول في قيادة الدرك الوطني مع تصريحات عدد من المسؤولين في الإدارة الأمريكية بخصوص النشاط الإرهابي في دول الساحل و استغلال أموال المخدرات لتمويل الإرهابية، حيث يقول مسؤولون أمريكيون أن المهربين يستخدمون الصحراء كمنطقة تجميع لنقل المخدرات جوا من أمريكا الجنوبية إلى أوروبا وأن ما يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي يمكن أيضا أن يتسلل إلى شبكات المهربين بما لديها من طائرات وممرات هبوط سرية. وعبر مؤخرا مسؤولون في الإدارة الأمريكية عن خشيتهم من أن يحول تنظيم القاعدة منطقة الصحراء بمساحاتها الكبيرة وحدودها الوعرة إلى ملاذ آمن لنشاطاتها على طول الخطوط الممتدة إلى الصومال واليمن. وتتزامن هذه المخاوف مع التصريحات الأخيرة لنائبة كاتب الدولة الأمريكي للدفاع فيكي هودلستون، و التي أبدت فيها تخوفها من التهديدات المتزايدة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي في منطقة الساحل حيث قالت أن السكان المنطقة الذين يواجهون ظروفا صعبة يشكلون فريسة سهلة التجنيد من قبل تنظيم القاعدة، كما أوضحت أن هذا التنظيم الإرهابي يلجأ بشكل متزايد للاتجار في المخدرات بهدف تمويل العمليات الإرهابية.