وصل وزير الخارجية الإيطالي، فرانكو فراتيني، صباح أمس إلى الجزائر العاصمة، فى زيارة رسمية لمدة أربعة وعشرين ساعة بدعوة من نظيره الجزائري، مراد مدلسي، الذي استقبله بالمطار. وحسب ما أشارت إليه وكالة الأنباء الإيطالية، فقد تم برمجة في جدول أعمال اللقاء توقيع وزير الخارجية الإيطالي مع الجانب الجزائرى اتفاقية تعاون ثنائى فى مجال مكافحة الإرهاب. وفي نفس السياق، وصفت وسائل الإعلام الإيطالية الزيارة، بأنها تأتي لزيادة التعاون الاقتصادي وإتاحة فرص استثمار للشركات الإيطالية هناك، حيث تعمل بالفعل حوالى 150 شركة ايطالية بالجزائر، كما انها تهدف إلى التنسيق وتحديد موعد للقمة المرتقبة بين الرئيس بوتفليقة ورئيس الوزراء الإيطالي سلفيو برلسكوني. وتجدر الإشارة إلى أن العلاقات السياسية بين إيطاليا والجزائر التي اتسمت تقليديا بتوافق في وجهات النظر حول قضايا السياسة الخارجية الأساسية، عملية السلام بالشرق الأوسط وإصلاح مجلس الأمن والسياسات الأورومتوسطية، تدعمت عام 2003 عبر توقيع معاهدة الصداقة والتعاون وحسن الجوار، التي تنص على القيام بمشاورات سنوية على أعلى المستويات السياسية المؤسساتية، بالتناوب في إيطاليا والجزائر. وفي الجانب الاقتصادي، تعد إيطاليا أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للجزائر، حيث تحتل المركز الثاني سواء فيما يعني الصادرات أو الواردات من الجزائر وتعتبر منتجات الحديد والصلب والآلات بأنواعها المختلفة السلع الرئيسية المصدرة من إيطاليا إلى الجزائر، في حين يقتصر استيراد إيطاليا من الجزائر بشكل شبه كلي على المحروقات والمنتجات البترولية المكررة (نحو 98 % من إجمالي الاستيراد). وبهدف مراجعة المبادلات التجارية بين البلدين بنحو يعيد التوازن إلى الصادرات الإيطالية للجزائر، أكدت السلطات الجزائرية في أكثر من مناسبة، إرادتها في تشجيع نشاط الشركات الإيطالية في الجزائر، سواء فيما يعني تنفيذ مشاريع البنية التحتية الكبيرة المقرر إنجازها خلال الأعوام القادمة أو بشكل أعم عبر تحقيق حضور أكبر لها في مجال عملية الخصخصة. وقد سجل حضور الشركات الإيطالية في الجزائر ارتفاعا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، حيث فاق إجمالي الشركات 130 شركة تعمل في العديد من القطاعات كالصناعة وقطاع المياه والطاقة وقطاع الغذاء والزراعة الغذائية وتوريد الطعام والبيئة والإنشاءات المدنية والبنية التحتية. وفي سياق العلاقات الدولية، يجدر التذكير بإلغاء لقاء بين وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي ونظيره الفرنسي برنارد كوشنير، كان مبرمجا على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2009، بسبب صفقة الفرقاطات التي ألغتها الجزائر مع فرنسا وتفضيلها اقتناء فرقاطات من إيطاليا.