بدأ موفد صيني محادثات بدمشق مع المسؤولين هناك في إطار مساع صينية و روسية للتوصل إلى تسوية تضمن بقاء نظام الرئيس بشار الأسد الذي يتعرض لضغوط غربية و عربية لوقف القمع ، في الوقت نفسه استبعدت دول غربية أي تدخل عسكري في سوريا، و طلبت من المعارضة التوحّد، و كان تشاي جون نائب وزير الخارجية الصيني قد وصل أمس إلى دمشق حيث التقى نائب وزير الخارجية فيصل المقداد. وقالت سفارة بكين إن جون سيلتقي اليوم السبت الرئيس الأسد, ومن المقرر أن يلتقي قبل ذلك وزير الخارجية وليد المعلم.كما يجتمع المسؤول الصيني في سفارة بلاده بممثلين عن جماعات معارضة بينها هيئة التنسيق الوطني السورية . وقال جون في تصريحات له عقب وصوله إنه سيناضل من أجل دور إيجابي, وتقديم بعض المساهمة في إطار السعي لما سماه "حلا ملائما" للقضية السورية. و يزور المسؤول الصيني سوريا في إطار جولة عربية تشمل أيضا السعودية و قطر و مصر لشرح موقف بكين بعد استخدامها الفيتو بمجلس الأمن ضد قرار يدعم مبادرة عربية لتسوية الأزمة السورية. و بالتزامن مع محادثات جون بدمشق ، قالت صحيفة غلوبال تايمز الصادرة عن الحزب الشيوعي الصيني بافتتاحية لها اليوم ، إن الفيتو الذي استخدمته الصين مؤخرا بمجلس الأمن مؤشر على تعاظم دورها بالشؤون الدولية. و تأتي جولة نائب وزير الخارجية الصيني بعدد من الدول العربية بينها سوريا قبيل مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر عقده بتونس يوم الجمعة المقبل. و قال وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام أمس إن روسيا و الصين دُعيتا إلى اجتماع ستشارك فيه دول عربية و غربية إضافة إلى تركيا و لن يكون المجلس الوطني السوري ممثلا رسميا بالمؤتمر وفق ما قال الوزير التونسي . و كان رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون و الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي تعهدا أمس في باريس بدعم المعارضة السورية ، لكنهما طالباها في المقابل بتوحيد صفوفها حتى يمكن تقديم الدعم لها. و قال ساركوزي "لا نستطيع إطلاق ثورة إذا لم تقم الثورة السورية بتوحيد وتنظيم نفسها، لنستطيع مساعدتهم بصورة أفضل" ودعاها لتقديم "بديل ذي مصداقية". و أكد كاميرون و ساركوزي أن الظروف لم تتضح بعد لتجسيد تدخل على الطريقة الليبية . و قال كاميرون بهذا الإطار "في ليبيا كان هناك قرار لمجلس الأمن يفوّض باستخدام القوة ، و جامعةٌ عربية أرادت التحرك و معارضة تعمل لصالح كل البلد". و من تركيا أكّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن أن الحلف لا ينوي "إطلاقا" التدخل ، قائلا "إن سوريا أكثر تعقيدا من ليبيا عرقيا و سياسيا و دينيا". و استبعد حتى التدخل بتوفير الدعم اللوجستي إذا أُجيز قرار أممي لفتح "ممرات آمنة" لتقديم المساعدات الإنسانية، كما تريد فرنسا، داعيا دول الشرق الأوسط لإيجاد طريقة لإنهاء العنف.و كان وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه بحث أول أمس إنشاء ممرات إنسانية آمنة في سوريا مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الذي تعترض بلاده حتى الآن على تدخلات من هذا القبيل. الجزائر - النهار أولاين