بدأت إدارة السجون الإسرائيلية بالرد على مطالب الأسرى الذين يخوض المئات منهم إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ يوم ال17 من الشهر الماضي، بينما تتواصل الفعاليات في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي المحافل الدولية للتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، حيث أعلن وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين عيسى قراقع أن إدارة السجون الإسرائيلية بدأت مساء أمس بالرد على مطالب الأسرى المضربين عن الطعام. من جهته قال قراقع في بيان صحفي إن اللجنة المكلفة من قبل إدارة السجون الإسرائيلية بدراسة مطالب الأسرى، بدأت بإبلاغهم بردودها على مطالبهم التي طرحوها من أجل تحسين شروط حياتهم الإنسانية. كما أوضح أن اللجنة توجهت إلى سجني هداريم وشطة، وأبلغت ممثلي الأسرى بردودها، وأنها بصدد الذهاب إلى كافة السجون، مشيرا إلى أن الردود تنقسم إلى قسمين، أولهما مطالب تمت الموافقة عليها مباشرة، والثاني تأجيل الرد لفترة قصيرة لحين دراسة المطالب. و قال إن الردود الإسرائيلية تتضمن قرارا بتشكيل لجنة من قبل مصلحة السجون وجهاز الأمن تجتمع كل شهر مرة، وتناقش تشكيل أربعة أسماء في كل شهر لبحث موضوع عزلهم وخروجهم إلى أقسام عزل جماعية ومفتوحة. مضيفا أن الردود تضمنت أيضا الموافقة على السماح بالاتصال الهاتفي للأسير مرة كل شهر، وزيادة مبلغ الكنتين أربعمائة شيكل (حوالي 105.5 دولارات) شهريا بدل ثلاثمائة شيكل، وإعادة بث بعض القنوات التلفزيونية والسماح بالجمع بين الأشقاء أو الآباء مع أبنائهم في سجن واحد، إلى جانب السماح بزيارات مفتوحة ودون شبك للحالات الإنسانية من الأهل. وأفاد أن مصلحة السجون أرجأت الرد على مطالب أخرى أبرزها استئناف الزيارات لأهالي أسرى قطاع غزة والسماح للأسرى بالتعليم الجامعي، لافتا إلى أن لجان الأسرى بصدد دراسة معمقة لهذه الردود على مطالبهم لتحديد موقفهم منها.على الصعيد الدولي شهدت كل من جنيف المقر الأوروبي للأمم المتحدة، وبيرن العاصمة السويسرية الدولة الراعية لاتفاقيات جنيف الأربع، نشاطا فلسطينيا دبلوماسيا بهدف رفع معاناة الأسرى. فقد تقدمت البعثة الدائمة لفلسطين لدى الأممالمتحدة في جنيف بمذكرات عاجلة بهذا الشأن للمفوض السامي لحقوق الإنسان، ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والرئيسة الحالية لمجلس حقوق الإنسان ورئيسة اللجنة التنسيقية للخبراء المستقلين والمقررين الخاصين وممثلي الأمين العام للأمم المتحدة المعنيين، و مسؤولين في الحكومة السويسرية.وتضمنت المذكرات تفصيلا لمعاناة الأسرى الفلسطينيين والانتهاكات التي تقوم بها سلطات الاحتلال بحقهم.كما طالبت المذكرات الجهات الدولية المعنية بالتحرك العاجل والفوري للضغط على إسرائيل وإلزامها بالانصياع والامتثال للقانون الدولي. أما على الصعيد الداخلي فقد شارك آلاف الفلسطينيين برام الله بالضفة الغربية في مسيرة حاشدة للتضامن مع الأسرى بمشاركة عدد من المسؤولين وممثلي القوى المختلفة.وقال أمين عام الرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم، إن الفلسطينيين يتطلعون إلى اليوم الذي يكون فيه كل الأسرى بينهم، بناة لهذا الوطن الذي ناضلوا من أجله، وأكد سعي السلطة لتدويل قضية الأسرى حتى الإفراج عنهم وتبييض كافة السجون الإسرائيلية.من جهته حذّر رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس، من خطورة المرحلة التي يمر بها الأسرى بالسجون الإسرائيلية، لافتاً إلى أن الأسيرين بلال ذياب وثائر حلاحلة يخوضان إضراباً عن الطعام منذ 67 يوماً. وفي قطاع غزة قال رئيس الحكومة المقالة إسماعيل هنية عقب صلاة الجمعة بخيمة الاعتصام التضامنية، إن حكومته تجري بشكل يومي اتصالات مكثفة مع سياسيين ودبلوماسيين على المستويين العربي والدولي للضغط على الاحتلال من أجل الإفراج عن الأسرى وتحقيق مطالبهم العادلة. وذكر أنه نقل رسالة من قيادات الأسرى المضربين عن الطعام بسجون الاحتلال إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وقال إنه من المتوقع أن تعقد جامعة الدول العربية اجتماعاً عاجلاً غدا الأحد لمناقشة قضية الأسرى.بدوره حذّر عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحيّة، من ردود فعل غير متوقعة حال قتل أي أسير بسجون الاحتلال. بدورها طالبت جمعيات حقوق الإنسان ومؤسسات فلسطينية مختلفة بإنقاذ حياة الأسير محمود السرسك الذي يخوض إضرابا عن الطعام في سجون الاحتلال. وأدى هذا الإضراب إلى تدهور كبير في صحته.