شهدت الدارالبيضاء اليوم مظاهرة حاشدة ضد الحكومة المغربية التي يقودها حزب العدالة والتنمية الإسلامي للمطالبة ب"تحسين الوضع الاجتماعي . ويعد هذا الاحتجاج أكبر تحرك مناهض للحكومة التي يرأسها عبد الإله بنكيران منذ جانفي الماضي إثر انتخابات جرت نوفمبر 2011 وأفضت لفوز حزبه.وكانت الحكومة الجديدة وعدت بتلبية مطالب الحركة الاحتجاجية، ولكن بعد نحو ستة أشهر على تسلمها السلطة تواجه حكومة بنكيران احتجاجات متجددة ترى أن شيئا لم يتغير، حيث ردد المتظاهرون هتافات تقول بنكيران وفؤاد عالي الهمة وجهان لعملة واحدة" في إشارة إلى مستشار الملك المقرب. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن حسن طارق النائب في الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (المعارض في البرلمان) مشاركة أكثر من خمسين ألف شخص في المظاهرة، لكن الشرطة قدرت عدد المتظاهرين بنصف ذلك العدد. وأشار طارق إلى أن المشاركين في المظاهرة يحتجون لمطالبة الحكومة بفتح ما وصفه بحوار حقيقي حيال التوتر الاجتماعي في بلادنا، مشيرا إلى أن "هناك رسالة وحدة نقابية ورسالة واضحة للحكومة لتوضح إستراتيجيتها". ونظمت المظاهرة بدعوة من الكونفدرالية الديمقراطية للعمل والاتحاد الديمقراطي للعمل وهما نقابتان مقربتان من المعارضة البرلمانية. كما شارك في المظاهرة مئات الشباب المنتمين لما يعرف بحركة 20 فيفري التي ظهرت في المملكة العام الماضي مستلهمة احتجاجاتها من ثورتي تونس ومصر، وقد دفع هذا التحرك الشعبي الملك محمد السادس حينها لإجراء تعديلات دستورية وإدخال إصلاحات سياسية منحت الحكومة والبرلمان مزيدا من الصلاحيات. وإثر هذه الإصلاحات جرت انتخابات برلمانية في نوفمبر 2011 أفرزت فوز حزب العدالة والتنمية الإسلامي وتشكيله حكومة ائتلافية.