أكد الرئيس السوداني عمر البشير اليوم السبت، أن بلاده لن تتفاوض مع دولة جنوب السودان فيما يتعلق بالقضايا الأمنية إلا على أساس حدود الأول من جانفي عام 1956 واستنادا على الخارطة المتعارف عليها والتي تحدد حدود البلدين. وقال البشير في كلمة أمام اجتماع لمجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم اليوم "لا حديث ولا تفاوض حول بند الترتيبات الأمنية إلا بعد الاتفاق على خط الصفر الذي يفصل البلدين وبموجب حدود الأول من جانفي 1956 ".وأضاف " إن السودان يرفض الخارطة الجديدة التي قدمتها جولة جنوب السودان ولن نقدم أي تنازلات أخرى".واتهم البشير جنوب السودان بالسعي لإفشال المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الافريقى قائلا " إن الخارطة التي قدمها الجنوب تخالف كل الخرائط المتفق عليها سابقا والتي تم بموجبها توقيع اتفاق السلام الشامل وإجراء استفتاء جنوب السودان". وانتقد المجتمع الدولي لأنه لم يقدر الجهود التي بذلتها الحكومة السودانية لإرساء السلام في جنوب السودان مشيرا إلى انه كان "يتوقع من المجتمع الدولي تقدير ما قدمه السودان من أجل السلام والاستقرار ".وقال " لكن المجتمع الدولي أصدر قرارا بالرقم 2064 بعد احتلال جنوب السودان لمنطقة هجليج وللأسف فان القرار يساوى بين المعتدى والمعتدى عليه وهناك الكثير من السلبيات التي تضمنها القرار".وفشلت أحدث جولة من المفاوضات بين السودان وجنوب السودان برعاية الاتحاد الافريقى بعد أن اخفق الجانبان في تحديد منطقة عازلة على الحدود المشتركة بينهما. وتؤكد الخرطوم أن إخفاق جولة المحادثات الأمنية التي عقدت بين السودان وجنوب السودان يعود إلى تقديم وفد الجنوب خارطة جديدة تختلف عن الخارطة الدولية المعترف بها من المجتمع الدولي والأممالمتحدة والتي حصل الجنوب بموجبها على الاستقلال. وتضيف الخارطة الجديدة التي يتمسك بها الجنوب 6 مناطق جديدة ومن ضمنها هجليج النفطية التابعة للسودان ضمن المناطق المتنازع عليها بدلا من 4 مناطق في الخريطة المعترف بها من جانب الأممالمتحدة ليصبح بذلك عدد المناطق المتنازع عليها 10 مناطق . وكانت الدولتان قد خاضتا اشتباكات حدودية بشأن منطقة هجليج الغنية بالنفط مطلع أفريل الماضي حين احتلتها قوات جنوب السودان لفترة قصيرة قبل أن تنسحب منها. يذكر أن لجنة الاتحاد الأفريقي عالية المستوى بشأن السودان برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثابو مبيكي تتولى بحث القضايا المثار للخلاف بين السودان وجنوب السودان والتي تشمل الحدود وعائدات النفط ومنطقة أبيي.