أطرب الفنان الأرجنتيني الشهير جايمي توريس الجمهور الذي حضر ليلة الخميس إلى الجمعة بقصر الثقافة الحفل الذي أحياه و فرقته في إطار الاحتفالات بخمسينية الاستقلال.فقد سمح هذا الحفل الذي نظمته سفارة الأرجنتين بالجزائر بالتعاون مع وزارة الثقافة للجمهور الجزائري خاصة عشاق الطرب الشعبي اللاتينو أمريكي العريق من اكتشاف هذا المطرب الذي يتمتع بسمعة عالمية و يعد من أشهر العازفين على آلة الشرانغو الشهيرة في منطقة جبال الانديز.و تتميز آلة الشرانغو ب10 أوتار و تنتشر خاصة في بوليفيا والأرجنتين و البيرو و الشيلي و يعتقد بعض المختصين أنها قد تكون مأخوذة من آلة "الفيويلة" التي حملها معهم الغزاة الأسبان وتوجد أشكال و أحجام مختلفة لهذه الآلة. وكانت هذه الآلة من قبل عبارة عن آلة فولكلورية محصورة في بوليفيا و شمال الأرجنتين إلا أنها خرجت إلى العالم بفضل هذا الموسيقار و المغني الموهوب.و قد بدا توريس الحفل بالعزف المنفرد على آلة الشرانغو مع ترديد مقاطع غنائية من التراث لقيت إعجاب الجمهور من العارفين و المتذوقين الذين قصدوا القاعة و تجاوبوا بالإصغاء و الاستسلام الكلي لصوته المؤثر الذي فرض على القاعة جوا من الهدوء و السكينة رغم الاختراقات المتقاطعة لبكاء و أصوات أطفال اخطأ \ويهم في إحضارهم إلى حفل يفترض أن يقتصر على من في سن الإدراك و الاستمتاع.و قد ابرز ممثل سفارة الأرجنتين في الجزائر في بداية الحفل أن تنظيم هذه السهرة هو بمثابة هدية للشعب الجزائري من نظيره الأرجنتيني بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال مضيفا أن بلاده التي انتفضت ضد المحتل في اولئل القرن الماضي تتقاسم مع الجزائر نفس الأحلام و الآمال. و يذكر أن جايم توريس من أشهر المغنين في الأرجنتين و قد بدا مشواره الفني بالغناء المنفرد قبيل الانضمام لفرق غنائية وقد تعلم أصول و تقنيات موسيقى الانديز في سن الخامسة رفقة والده و الأستاذ البوليفي الشهير مورو نوفييز و أصبح بعد ذلك من اكبر العازفين على آلة شرانغو التي جعلها آلة منفردة يحيي بها الحفلات.وتمكن الفنان على مدى 60 سنة من العطاء من تسجيل العشرات من الأغاني و المعزوفات الموسيقية و آن يتحصل على العديد من الجوائز و الكريمات أهلته ليصبح اليوم من ابرز موسيقيي أمريكا اللاتنية و مازال رغم تقدم سنه يبهر الحضور في كل عرض بفضل أسلوبه المتميز في مداعبة آلة شرانغو التي طوعها لاستخراج أعذب الأصوات التي لا يمكن أن يقاوم سحرها.