احتفالا بمرور خمسين سنة على العلاقات الدبلوماسية الجزائريةاليابانية، نظّمت سفارة اليابانبالجزائر حفلا موسيقيا مميّزا، أحياه العازف كايشو أوهنو بالآلة التقليدية الشهيرة في اليابان، ذات الثلاثة أوتار الموسومة ب''الشاميزان''، وتعدّ قيمتهما في الموسيقية اليابانية مثل آلة العود في الطرب العربي والموسيقى الشرقية. أقيم الحفل بالمركز الثقافي ''عيسى مسعودي'' بمقر الإذاعة الوطنية، بحضور نوعي ومكثّف للشباب والعائلات من أجل اكتشاف هذا النوع الجديد من الموسيقى على الجزائريين، وقد استطاع العازف كايشو أوهنو أن يصطحب الحاضرين في رحلة موسيقية تراوحت بين الأنغام الهادئة، من خلال العزف الفردي على آلته التقليدية، وبين الألحان المدوية التي صفّق لها الجمهور طويلا. وتميّز العازف على الشاميزان بإضافته الروحية التي عاشها الحاضرون معه، عبر إطلاقه لصرخات قوية وكأنه محارب الساموراي بزيه التقليدي يحارب من أجل بلوغ نشوة الاستماع مع الجمهور، وقد تفاعل معه الأخير أيما تفاعل، ورحّب به ترحيبا كبيرا نظير ما قدّمه من وصلات موسيقية راقت لهم. وقد استهل الحفل بمعزوفتين بآلة الشاميزان منفردة، ثم أدى أنغاما عالمية بنكهة يابانية عبّقتها أوتار الشاميزان، وتسارعت الأنغام في كلّ وصلة، وصعّد من درجة حماسة الجمهور الذي صفّق بحرارة له، الأمر الذي يعكس قوّة الآلة في عزف هادئ وكأنّها قيثارة ملائكية، بالإضافة إلى العزف الصاخب والإيقاعات الراقصة التي يمكن أن يحدثها الشاميزان وكأنّها قيثارة كهربائية. ثم عاد العازف ليؤدّي مقطوعة حزينة بعنوان ''كوسموس'' تروي قصة فراق محبين، ليليها وصلتان بريتم سريع تجاوب معه الجمهور وأحبّه، فالتحقت فرقة ''مدار'' الجزائرية به بعد ذلك، وأدوا مزيجا موسيقيا متنوّعا. وصرح سفير اليابانبالجزائر، السيد تسو كاسا كاوادا، بالمناسبة أنّ الحفل بمثابة مشاركة بلده في ذكرى خمسينية استقلال الجزائر، وهي كذلك احتفاء بالعلاقات الدبلوماسية الطيبة التي تربط البلدين منذ نصف قرن، حيث سارعت دولته إلى توطيدها غداة إعلان استقلال البلاد في جويلية .1962 وذكر ممثل بلاد الشمس، أنّ آلة الشاميزان تعدّ من أعرق وأشهر الآلات الموسيقية في بلده، وهي بمثابة آلة العود عند المشارقة، تمّ اختراعها في منطقة أوكيناوا في منتصف فترة الايدو مابين القرنين ال17 وال19 ميلادي، وانتشرت في كلّ أنحاء اليابان وبرزت أكثر بمنطقة تسوجارو، حتى أصبحت الآلة مرتبطة بالمنطقة وتدعى تسوجارو شاميزان. ويعدّ العازف كايشو أوهنو أحد تلاميذ شيكوي تاكاهاشي الذي يعدّ الأستاذ المؤسّس لتسوجارو شاميزان، وأحيا العازف العديد من الحفلات في مواعيد ومهرجانات شهيرة على المستوى العالمي، في كل من أمريكا وأوروبا.