حول تعيين بندر بن سلطان المعروف باسم بندر بوش الذي تآمر على تدمير العراق، في منصب رئيس المخابرات السعودية، تقول صحيفة هآرتز الاسرائيلية مايلي: يبدو ان السبب الرئيسي لهذا التعيين الان هو ان السعودية تحضر للمرحلة التالية في سوريا بعد ان يخرج الرئيس بشار الاسد من المشهد السياسي بطريقة او اخرى، وتتحول سوريا الى بؤرة صراع دولي للسيطرة على الارث. هناك الان حملة مكثفة حول الارث بين الولاياتالمتحدة و الاتحاد الاوربي وروسيا ولكن الاهم من ذلك هو تأثير سقوط الاسد على اوضاع ايران وحزب الله والعراق ايضا . وفي حين تعرج مصر على عكازات في محاولة لارساء جمهوريتها الثانية ومركزها في الشرق الاوسط وهي مثل الشخص العاجز الذي يحاج الى تمريض وحين تبدو الجامعة العربية مشلولة ، فإنه لا يبقى سوى السعودية للقيام بمسؤولية رسم الخارطة الجديدة للشرق الاوسط. يعتبر بندر رجل السي آي أي في الرياض.وهذا يعني ان الولاياتالمتحدة هي التي ترسم الخارطة الجديدة للشرق الاوسط وتعدد الصحيفة اعمال بندر في خدمة السي آي أي فهو الذي ساعد على تحويل الاموال الى متمردي نيكاراغوا في الثمانينيات وهو الذي رتب امور المجاهدين في افغانستان ضد الغزو السوفيتي. وبندر هو من فرع العائلة المالكة المعارض للثورات العربية وهو يرى في صعود الاخوان المسلمين خطر لا يقل عن الخطر الايراني. حين اندلعت الثورات -وخاصة ثورة البحرين دعم بندر ارسال قوات سعودية الى المملكة الصغيرة لخنق الثورة في مهدها، باعتبارها تدخلا ايرانيا في الدول الخليجية. في نفس الوقت قررت السعودية بسرعة دعم النظام المصري الجديد بمبلغ 3 بليون دولار بشكل ائتمان في البنك المركزي المصري. ويعرف الرئيس المصري مرسي جيدا ان هذه المساعدة لاتنبع من حب السعودية للثورة المصرية ناهيك عن الاخوان المسلمين ولكن كان المقصود منع جهود ايران لتثبيت اقدامها في مصر. نتيجة لذلك حين دعت طهران مرسي الى مؤتمر دول عدم الانحياز قرر ان يتوقف في الرياض اولا لئلا يمنح ايران الرضا السياسي لاستضافة اول زيارة يقوم بها الرئيس المصري خارج بلاده. السياسة السعودية في سوريا يتم تنسيقها بقوة مع الادارة الامريكية وكلاهما مثل اسرائيل يرغبان في عزل ايران من اهم قاعدة عربية لها وتقليل تدفق الاسلحة الى حزب الله. هذه الاهداف لم تخطئها العيونالايرانية وهذا هو السبب ان ايران تقوي نفوذها في العراق وفي المنطقة الكردية في شمال العراق. اضافة الى ذلك وحسب التقارير من المعارضة السورية ، تقوم ايران في نفس الوقت باتصالات سرية مع ممثلي المعارضة السورية في اوربا. وبما انه لا يمكن التكهن عما ستكون عليه سوريا بعد الاسد وفي اي فصائل المعارضة ينبغي الاستثمار وهكذا فإن السعودية تستثمر فيهم جميعا .