طالب بضرورة الجلوس على طاولة مفاوضات حل سياسي دعا علي بن حاج الرجل الثاني في حزب "الفيس" المحل السلطات إلى إعلان "حل سياسي" للأزمة الجزائرية بعد التفجيرات الإنتحارية التي هزت كل من مكتب الأممالمتحدة بحيدرة ومبنى المجلس الدستوري ببن عكنون. وقال بن حاج في حوار مطول نشرته صحيفة "الموندو" الإسبانية، أمس، "يجب أن نجلس حول طاولة واحدة لدراسة مطالب الحركات الإسلامية" وأضاف "لن يكون هناك سلم في الجزائر بدون حل سياسي والقمع لا يؤدي إلى تعقيد الأوضاع". وحسب بن حاج فإن "كل الحركات الإسلامية المسلحة الموجودة في العالم الإسلامي هي ردود فعل للأنظمة الديكتاتورية العربية"، وعرض حالة أسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة". وفي تشكيك صريح لموقف السلطات قال الرجل الثاني في الحزب المحل "الحكومة تؤكد بأن الاعتداءات هي من تدبير وتنفيذ تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ولكن نحن لسنا ملزمين بتصديق مزاعمها هناك الكثير من الاختلافات بين أجهزة أمن الدولة وكل شيء ممكن". ويعتبر هذا التصريح الأكثر أهمية الذي يدلي به الرجل الثاني في حزب "الفيس" المحل منذ فترة طويلة وقد جاء بالتزامن مع بروز توافق غير مسبوق بين خطاب علي بن حاج وأمير تنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أبو مصعب عبد الودود. فقد برر علي بن حاج بشكل مستفيض موقف تنظيم "القاعدة" بشأن الانتخابات المحلية الأخيرة كما قام في الكثير من الأحيان بتقديم مبررات لأعمال قامت بها جماعات إسلامية مسلحة متطرفة ومن أبرزها تصفية الدبلوماسيين الجزائريين في العراق حيث أفرج عن بن حاج بموجب تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية دون إحالته على القضاء. وكان علي بن حاج قد إتهم أجهزة الأمن باختطاف ابنه عبد القهار نهاية العام الماضي غير أنه وبعد فترة قصيرة تبين أن إبن بن حاج يوجد في الجبل وقد التحق بتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" قبل أن يقوم هذا التنظيم المسلح بعرض شريط فيديو يتحدث فيه عبد القهار باسم التنظيم الإرهابي الذي أسند له مسؤولية في اللجنة الإعلامية. ولحد يرفض علي بن حاج إدانة إراقة دماء المسلمين من طرف تنظيم "القاعدة" ويقول في تصريحاته له أنه لا يطلق أي نداء لوقف الإرهاب إلا بتمكينه من عودة الحزب المحل ويعتقد خبراء أن علي بن حاج هو الجناح السياسي الفعلي لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وأن الرجل حريص على أن يظهر في كل مرة تجانس في الموقف مع هذا التنظيم المسلح الذي وضع ابنه عبد القهار تحت تصرف قياداته.