أكّد زعيم النهضة راشد الغنوشي في حوار تلفزي على القناة الوطنية الأولى بث ليلة أمس صحة ما ورد في شريط الفيديو الذي تم تسريبه مساء الثلاثاء الماضي، على شبكة الانترنت كما نفى الغنوشي أي وجود لكاميرا خفية لتصوير حديثه مع ممثلي جملة من الجمعيات السلفية المعتمدة في تونس وشدد في المقابل على علمه بوجود كاميرا للتصوير قائلا " كل كلامي في هذا الشريط كان بشكل واع ولم يكن خاصا كما لم يكن موجها لأبناء حركة النهضة وإنما هو حديث مع ممثلي جملة من الجمعيات السلفية الناشطة في تونس." غير أن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي انتقد ما وصفه بالتهويل الذي أعقب بث الشريط المذكور ودعا إلى الكف عن شيطنة ما ورد من تصريحات الذي اعتبر أنه تم إخراجها من محتواها قائلا " كفانا شيطنة لبعضنا البعض".وتابع الغنوشي قوله "أدعو الذين جرحوا في الانتخابات بمعالجة أنفسهم بدل مهاجمة حركة النهضة". ولدى إجابته عن ما قصده بالعلمانيين في شريط الفيديو المذكور أوضح الغنوشي أن من يقصدهم هم العلمانيون المتطرفون على حد تعبيره مشيرا إلى أن العلمانية المعتدلة هي حليف لحركة النهضة.في سياق متصل أوضح الغنوشي أنه دعا الشباب السلفي إلى التبصر والتعقل وتجنب الاندفاع نحو ما اعتبره ب"المحرقة" حاثا على عدم الاستهانة بقوى الدولة واستشهد بما تعرضت له الأجيال السابقة من الإسلاميين واليساريين عندما استهانوا بالدولة. كما اتهم راشد الغنوشي مروجي هذا الشريط بالسعي إلى تفكيك الترويكا ودق اسفين الفرقة والتشرذم داخل المجلس التأسيسي قائلا إن المستفيدين من ترويج هذا الشريط ليسوا سوى أعداء للبلاد وللشرعية و للإنتقال الديمقراطي.