طُردت المعارضة في مقدونيا من البرلمان اليوم بعد مشادة فتوعدت بمقاطعة الجلسات وإطلاق حملة عصيان مدني في أعقاب خلاف حاد بخصوص حجم موازنة العام المقبل، حدث ذلك في أعقاب مصادمات بين آلاف من أنصار الحكومة ومؤيدي المعارضة أمام البرلمان في العاصمة سكوبيا وبعد أن طرحت الحكومة مشروع موازنة مثيرا للخلاف لاقتراع شارك فيه ما يزيد قليلا على نصف أعضاء البرلمان، ووقع شجار بين نواب ينتمون إلى المعارضة وآخرين مؤيدين للحكومة خلال محاولة لمنع مناقشة مشروع موازنة اعتبرته المعارضة شديد الإسراف فأخرج حراس الأمن رئيس البرلمان ترايكو فيانوفسكي من قاعة الجلسات ، ثم أجبر الحراس نواب المعارضة على الخروج من مبنى البرلمان فانضموا إلى مؤيديهم في الشارع بينما نجحت الحكومة في إفرار مشروع الموازنة بأغلبية 64 صوتا مقابل أربعة أصوات في البرلمان المؤلف من 120 نائبا ، واتهم برانكو كرفنكوفسكي زعيم الحزب الاشتراكي الديمقراطي المعارض حكومة رئيس الوزراء نينكولا جرويفسكي التي تنتمي إلى يمين الوسط بتعليق الديمقراطية، وقال كرفنكوفسكي من اليوم لم يعد لمقدونيا دستور ولا برلمان ولا حكومة. لدينا نظام مستبد في جهة والشعب في الجهة الأخرى، وقال أمام حشد من أنصاره سنبدأ من الغد حملة عصيان مدني لكنه لم يخض في أي تفاصيل، واقترحت الحكومة الشهر الماضي مشروعا لموازنة حجمها 148 مليار ديناري 3.2 مليار دولار لعام 2013 وتوقعت عجزا في الموازنة بنسبة 3.5 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي ونموا بنسبة اثنين في المئة من الناتج المحلي الإجمالي العام المقبل، لكن المعارضة اليسارية انتقدت مشروع الموازنة ووصفته بالإسراف في وقت أزمة اقتصادية وطالبت بخفض يساوي نحو 260 مليون دولار لحجم المشروع المقترح. ولكن الحكومة رفضت فقدمت المعارضة نحو 1000 تعديل مقترح للموازنة قبل أن يتحول التوتر إلى شجار اليوم، واضطرت الشرطة للتدخل خارج البرلمان للفصل بين المؤيدين والمعارضين للحكومة الذين تراشقوا بالحجارة والزجاجات. وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن ما لا يقل عن ستة أشخاص أصيبوا بجروح، واتهم الحزب اليميني الحاكم المعارضة بمحاولة الإطاحة بالحكومة وقال في بيان إن الحزب المعارض "حشد أنصاره وبعضهم له خلفية إجرامية.. لن يفلح ذلك.