اتهمت سوريا المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي اليوم بالتحيز والتدخل في شؤونها بعد أن انتقد رد الحكومة على عرض تقدمت به المعارضة لإجراء محادثات واقترح ألا يرشح بشار الأسد نفسه للرئاسة مرة أخرى، كان الإبراهيمي قال في جلسة مغلقة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الجمعة إن عرض المحادثات الذي قدمه زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب في جانفي كان "مفاجئا ومحرجا" لدمشق وإن ردها كان "بطيئا وغامضا".واقترح الإبراهيمي في ختام كلمته التي وزعت في وقت لاحق على دبلوماسي الأممالمتحدة أن يتنازل الأسد "طوعا" عن الحق في الترشح لفترة رئاسة ثانية في الانتخابات المقرر أن تجرى العام القادم.وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان إنه إذا كان الإبراهيمي يرغب في مواصلة القيام بدوره فعليه أن يتحلى بالحياد ويدرك أن الشعب السوري وحده صاحب القرار بتقرير مستقبله واختيار ممثليه، وأضافت أن "الإحاطة" التي قدمها الإبراهيمي أمام مجلس الأمن "اتسمت بالتدخل بالشؤون الداخلية للجمهورية العربية السورية وبالبعد عن الحياد الذي يجب أن تتصف به مهمته كوسيط دولي ، وأوضحت الوزارة أن سوريا ستتعاون مع الابراهيمي الذي كان مبعوثا مشتركا للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية لسوريا كمبعوث للأمم المتحدة فقط لأن الجامعة العربية "طرف في التآمر" على الأسد ، وألقت دول خليجية عربية ثرية تتمتع بنفوذ قوي في الجامعة العربية مثل قطر والسعودية بثقلها وراء المعارضة المسلحة التي تقاتل للإطاحة بحكم عائلة الأسد المستمر منذ أربعة عقود.وقدم الإبراهيمي تقييما قاتما بخصوص الحرب في سوريا التي تشير تقديرات الأممالمتحدة إلى أنها أسفرت عن سقوط 70 ألف قتيل وأدت إلى نزوح ما لا يقل عن خمسة ملايين سوري من بينهم 1.2 مليون لاجئ في الدول المجاورة.وقال الإبراهيمي "النظام (السوري) غير مستعد بالمرة للاستماع" لمقترحات السلام. وتابع "والمعارضة ليست موحدة كما ينبغي أن تكون حول قيادة ثابتة وبرنامج سياسي موثوق به وبناء.