ترك الرحيل المفاجئ لنجم أغنية الراي عبد القادر عقيل الشهير بالشاب عقيل اثر حادث مرور وقع مساء يوم الخميس قرب مدينة مولاي بوسلحان على بعد 45 كلم جنوب مدينة طنجة أثرا و حزنا عميقين الوسط الفني الجزائري و لدى محبيه. فقد أتهى هذا الحادث المؤلم حياة شاب وهب نفسه للموسيقى و الغناء الذي عشقه منذ نعومة أظافره فقد رحل عقيل في عنفوان الشباب والعطاء و هو لم يحتفل بعد بعامه ال39 . عرف الفقيد مسارا متألقا منذ ان سجل أول شريط غنائي له في سن ال13 و تمكن بفضل تميزه في العمل و طريقته المتفردة في الأداء و صوته الدافئ و الرخيم آو مداعبته ل"السنتي" من التفوق على الكثيرمن مطربي جيله و قد عرف مشواره الفني الذي بدأه صغيرا بدافع تأثره بأغاني خالد و مامي وباداء المرحوم حسني الذي كان ملهمه الأول نجاحا متواصلا في تألق دائم. فإلى جانب موهبته الفنية كان الفقيد يتميز بالانضباط و الصرامة في تعامله مع الفن كما انه كان قريبا من انشغالات و اهتمامات الشباب حيث كانت مواضيع أغانيه تعبرعن طموحات و هموم هؤلاء مثل أغنيتي "مكتبنا "و تحيا بلادي". و تمكن الفقيد بفضل الموهبة و الجدية و العمل الدؤوب من كسب مكانة مرموقة بين مطربي الراي منذ 1995 خاصة بعد اداه لمقطع "تحسدو و لا تغيرو" و قد حقق الالبوم الذي تضمن هذه الأغنية مبيعات كبيرة و فتح أمام صاحبه بابا عريضا نحو النجاح ليواصل على نفس الوتيرة الى أن وافته المنية و هو في رحلة فنية بالمغرب. كما كان الشاب عقيل الذي اعتبرت وزيرة الثقافة خليدة تومي في برقية تعزية أرسلت بها اليوم رحيله ب"الفاجعة الكبيرة" و "خسارة للأغنية الجزائرية" يتميز إنسانيا بالطيبة و الكرم والتواضع و هي ميزات أشاد بها كل من عرفه عن قرب من آهل و أصدقاء و جيران الذين بدوا جد متأثرين بالفاجعة. يذكر ان الشاب عقيل كان خلال الحادث رفقة زوجته الحامل التي تم نقلها إلى مستشفى طنجة حيث شخص الأطباء إصابتها بكسورعلى مستوى الأضلاع و كذا بموسيقي الذي لم يصب بأي أذى. و يوجد جثمان الضحية حسب معلومات من مصلحة الشؤون القنصلية بالرباط بمستشفى مدينة لعراش على بعد 86 كلم من مدينة طنجة. ولد الفقيد في 27 جوان 1974 بمدينة خميس مليانة هذه المدينة التي تجمع بين عشقها للموسيقى الشعبية و للأغنية الراي البدوية حيث تربى على حب و سماع الموسيقى وكان الشاب عقيل منذ الصغر شغوفا بأغنية الراي التي فرضت نفسها في المشهد الغنائي الجزائري في الثمانينات و بلغت شهرة فاقت الحدود.