أغلقت قوات الجيش المصري اليوم الجمعة مداخل الساحات العامة الرئيسية وسط القاهرة والجيزة وكثفت من إجراءاتها الأمنية قبيل التظاهرات غير المرخصة التي دعا إليها تحالف دعم الشرعية بزعامة جماعة الاخوان المسلمين اليوم في ذكرى مقتل 37 سجينا من أنصاره في اوت الماضي. وقد نشر الجيش مدرعاته على كافة مداخل الشوارع المؤدية الى الساحات الكبرى بالقاهرة كما كثفت قوات الأمن من تواجدها بمحيط مبنى وزارة الداخلية ومجلس الشورى والمنشات الهامة تحسبا لاي اعمال عنف او تخريب قد تطال هذه المنشات خلال هذه التظاهرات التي تعد أول تحدي يواجه السلطات الامنية منذ اقرار قانون التظاهر بداية الاسبوع الجاري. كما كثفت قوات الامن بالتعاون مع الجيش انتشارها بمحيط ميداني رابعة العدوية شمال شرق القاهرة والنهضة حيث تمركزت عدد من الآليات العسكرية وقوات الأمن بمحيط الساحتين اللتين شهدتها في 14 اوت الماضي اكبر مواجهة بين انصار الاخوان وقوات الامن خلفت مئات القتلى. وكانت اشتباكات وقعت مساء امس بين طلاب جامعة القاهرة من انصار الاخوان في محيط ساحة النهضة بالجيزة وقوات الأمن اسفرت عن سقوط قتيل بين الطلاب وإصابة أكثر من 10 آخرين بطلقات نارية وذلك على خلفية مظاهرة نظمها الطلاب لرفض قانون التظاهر و للاحتجاج على الحكم الصادر بداية اسبوع الجاري بحبس 14 فتاة بالاسكندرية لمدة 11 عاما بتهمة التظاهر وعرقلة حركة المرور. وأدانت المحكمة 21 فتاة بتعطيل المرور أثناء مظاهرة مؤيدة للإسلاميين الشهر الماضي بالاسكندرية وحكمت على 14 منهن بالسجن 11 عاما بينما اودعت سبع فتيات تقل اعمارهن عن 18 عاما في مؤسسة للأحداث وهي الحادثة التي اثارت ردود فعل واسعة من منظمات حقوقية وقوى سياسية طالبت الرئيس باصدار عفو عام عنهن. ومن جهة اخرى حذرت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها مساء امس أنصار جماعة الإخوان من الإقدام على تنظيم أي فعاليات أو تجمعات أو مواكب أو تظاهرات مخالفة للقانون بدون إخطار مسبق للجهات الأمنية المعنية وأكدت أنها ستتعامل مع تلك الفعاليات غير القانونية وتتصدى لها بالقدر المناسب من الحسم والحزم ووفقا لما كفله القانون . ويفرض قانون التظاهر الذي أقر يوم الأحد الماضي على منظمي المظاهرات الإخطار عنها مسبقا قبل ثلاثة أيام على الأقل وأن يحددوا الغرض من المظاهرة والشعارات واللافتات التي سترفع والمسؤولين عن تنظيمها .فيما يجيز لقوات الامن التصدي للمظاهرات او المسيرات التي تخرج عن السلمية او غير المرخصة بكل قوة وحزم . وكان تحالف دعم الشرعية الذي يضم نحو عشرة احزاب اسلامية مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي تتزعمها جماعة الاخوان المسلمين قد دعا في بيان نشر امس انصاره للاحتشاد بعد صلاة الجمعة في كافة ميادين مصر تحت شعار "القصاص القادم" في ذكرى مقتل 37 من انصار مرسي شهر اوت الماضي اثناء ترحليهم لاحد السجون بالقاهرة. وتعد هذه الفعاليات -- ان جرت -- اول مواجهة مباشرة بين انصار الاخوان و قوات الامن في الشارع المصري بعد دخول قانون التظاهر حيز التطبيق الاثنين الماضي والذي اقر عمليا لمواجهة تهديدات انصار الرئيس المعزول محمد مرسي بتصعيد الفعاليات الاحتجاجية ضد سلطات المرحلة الانتقالية واثارة الفوضى وذلك بعد فرض حالة الطوارئ في البلاد منذ نحو اسبوعين.