إحالة 45 موقوفا على وكيل الجمهورية وإصابة 43 شخصا شهد ملعب كربوسي منور، ظهيرة أول أمس، أحداث عنف وانزلاقات خطيرة أدت إلى وفاة مناصر بلعباسي يبلغ من العمر 17 سنة، إثر تعرضه لطعنات على مستوى الرأس بالسلاح الأبيض، نقل على إثرها إلى مصلحة العناية المركزة بالمستشفى الجامعي لأرزيو، غير أنه لفظ أنفاسه الأخيرة مباشرة بعد موعد الإفطار. كما أن حصيلة الإصابات التي تحصلت عليها "النهار" فاقت 15 جريحا، منهم مناصر الآن في حالة بالغة الخطورة زيادة على إصابة رئيس المكرة بغداد بن عيسى على مستوى ذراعه اليمنى، بعد تلقيه ضربة من أشخاص مجهولين في ظل الغياب التام للإدارة المسيرة لأولمبي أرزيو وكأن الأمر لا يعنيها. هذه الأحداث الشنيعة حدثت بعد الدقيقة (30) من زمن المرحلة الأولى إثر المناوشات التي حدثت بين أنصار الفريقين على طول المدرجات المقابلة للمنصة الشرفية، ليجتاح بعدها الأنصار أرضية الميدان واختلط الحابل بالنابل لمدة أكثر من نصف ساعة في ظل عدم قدرة رجال الأمن القلائل على السيطرة على الوضع إلى غاية لجوء أنصار المكرة إلى غرف تغيير الملابس وخروج نظرائهم الأرزيويين أمام المداخل الرئيسية. هذا وقد علمت النهار من الرئيس بغداد بن عيسى بأن الحكم حيمودي ذكر في تقريره أن توقف المباراة يرجع أساسا إلى اقتحام أنصار الناديين أرضية الميدان، وفي هذه الحال قد يعاقب الفريقان بحرمانهما من نقاط المقابلة وتغريمهما بغرامة تصل إلى 50000 دج زيادة على معاقبتهما بمقابلتين على الأقل بدون جمهور. مزاير وكراودة أشعلا فتيل العنف بمستغانم...إحالة 45 موقوفا على وكيل الجمهورية وإصابة 43 شخصا تم أمس إحالة 45 موقوفا من أنصار فريقي مولودية وهران والترجي على وكيل الجمهورية بمستغانم، بتهمة أحداث الشغب وتحطيم الأملاك العمومية خلال المباراة التي جمعت الفريقين بملعب الرائد فراج. وعلمت "النهار" من مصادر مؤكدة أن عدد المصابين بلغ 43 خمسة في حالة خطيرة منهم ثلاثة رجال أمن. كما أن الملعب تعرض لتخريب كبير يقدر بملايين الدينارات. ولم تحص الإدارة لحد الآن ذلك. وقد تحول ملعب الرائد فراج بمستغانم عشية الجمعة إلى ساحة للحرب والشغب بعدما كان مبرمجا لإجراء لقاء كروي بين الترجي المحلي ومولودية وهران برسم الجولة الرابعة من عمر بطولة القسم الوطني الثاني، حيث عرف اللقاء اندلاع أعمال شغب وعنف كبيرين حدثت بين شوطي المباراة، أجبرت الحكم على إعلان نهايتها قبل وقتها الرسمي بعد اجتياح من أنصار الفريقين للميدان الذي تحول بقدرة قادر إلى ساحة للحرب اختلط فيها الحابل بالنابل، ما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى، وقد كان كل شيء يبدو عاديا، بل إن الأجواء التي صنعتها الجماهير الغفيرة التي اكتظت بها مدرجات الملعب كانت توحي بالفرجة والإثارة التي غابت عن ذات الملعب لسنوات عديدة، أي منذ سقوط فريق الترجي إلى قسم ما بين الرابطات. الفريقان اللذان لم يلتقيا منذ سنين طويلة، بدأت عناصرهما المباراة بقوة، وتمكنا من الاستمتاع بنسوج كروية لا بأس بها قبل أن تحدث مناوشات بين اللاعب كراودة من فريق الترجي والحارس الوهراني مزاير مما أجبر مسيري الفريقين على التدخل وفض النزاع. تلك اللقطة كانت الفتيل الذي أشعل النار بعدما بدأت بعض العناصر في التراشق بالحجارة في حين كانت عناصر أخرى تقتلع ألواح كراسي المدرجات وترمي بها باتجاه ميدان اللعب وباتجاه رجال الشرطة أيضا قبل أن تنتقل عدوى التراشق بالحجارة والعصي إلى كامل المدرجات، وفي تلك الأثناء كان الحكم يعلن نهاية الشوط الأول في حين ازدادت وتيرة أعمال الشغب في المدرجات، مما جعل الأنصار يفرون ويكرون في كل صوب وحدب، وفي حين فضل عدد كبير من الأنصار الخروج بسرعة من الملعب بعد انزلاق الأدوار، وفضل الأنصار المتهورون التجمع واقتلاع الشباك الذي يفصل المدرجات عن الميدان واجتياح الملعب عنوة، في خطوة منهم للنيل من أنصار فريق الحمري، مما جعل أنصار الفريقين يدخلون في مواجهات تحولت من خلاله الحجارة والعصي والألواح وكل شيء إلى أسلحة دمار شامل تستعمل ضد كل شخص وفي كل اتجاه ليختلط الحابل بالنابل ويسقط عدد كبير من الحرص فوق الميدان في انتظار إسعافهم. حتى المساجد لم تسلم من العنف المأساة تواصلت حتى خارج الميدان حيث حاول أنصار الترجي الانتقام بتكسير سيارات أنصار المولودية الوهرانية وكل شخص يشتبه في أنه من أنصار المولودية بل إن حتى حرمة أحد المساجد لم تشفع لبعض الأنصار الذين هرعوا للاختباء بداخله خوفا من أي مكروه، بعدما لحق بهم بعض الأنصار وقاموا بتخريب بعض ممتلكات المسجد. تلك الأحداث الخطيرة التي حدثت بملعب مستغانم أجبرت حكم اللقاء على إعلان نهايته قبل انقضاء وقته الرسمي. تجدر الإشارة إلى أن هذه الأحداث وقعت والناس في شهر الرحمة والغفران، فكيف ستكون باقي أيام كرتنا المريضة المريضة جدا جدا؟!