أئمة، رؤساء مصالح، مسؤولون بقطاع التربية وأعوان شرطة ضمن المتورطين - 75 قضية رشوة تمت معالجتها خلال سنة واحدة فقط ^ مبالغ الرشاوى لا تزيد في الغالب عن 50 مليونا وعقوبتها تصل إلى 5 سنوات سجنا مديرون، رؤساء مصالح، أميار، إطارات في البنوك، أطباء، مسيّرو فرق رياضية، وإطارات في وزارات، ينطبق عليهم المثل القائل «الطمع يفسد الطبع»، تورّطوا في قضايا رشوة بمبالغ جدّ هينة لا تزيد عن 50 مليون سنتيم، وهي المبالغ التي لا تسمن ولا تغني من جوع، والتي تعكس ما يدور من فساد في العديد من الإدارات، على الرغم من إعلان السلطات الحرب على هذه الظاهرة . وتشير المعلومات المتوفرة لدى «النهار»، إلى أن مصالح الأمن المتخصّصة، تمكنت خلال السنة الماضية من معالجة نحو 75 قضية تتعلّق بتسلّم رشاوٍ، واستغلال الوظيفة من أجل تحقيق مآرب خاصة بهؤلاء المسؤولين أو عائلاتهم، وهي القضايا التي لا تعبّر فعلا عن القضايا التي لم تقم مصالح الشرطة والدرك الوطني بالتحقيق فيها، ولم تكشفها بسبب عدم التبليغ عنها من طرف الأشخاص الذين تعرضوا للابتزاز، سواء تعلّق الأمر بمواطنين، مقاولين أو مسؤولين.وتتلقى في الغالب مصالح الدرك الوطني، أغلب الشكاوى المتعلقة بطلب المسؤولين لرشاوٍ من عند مواطنين بسطاء، إداريين أو مقاولين، وذلك بغرض إمضاء وثائق أو تسهيل مهمة معينة وتثبيتهم في مناصب عمل دائمة أو توفير مناصب عمل. خبير قضائي متورّط في الرشوة داخل ديوان والي غرداية تمكنت عناصر الأمن بولاية غرداية، من إلقاء القبض على خبير قضائي داخل مقر ديوان الوالي بولاية غرداية، بعد تلقيه مبلغا ماليا كرشوة من أحد أطراف نزاع قضائي أوكل إليه في قضية تقييم المنازل التي تقع على حواف وادي ميزاب من أجل تعويض أصحابها والتنازل عليها لصالح المنفعة العامة، حيث طلب المحضر القضائي مبلغ 5 ملايين سنتيم، من أجل تقديم خدمة للضحية، حيث تم إلقاء القبض على المتهم داخل ديوان الوالي مباشرة بعد تسلّمه للمبلغ من طرف الضحية. "مدام دليلة" تورّط مسؤولين بالبنك الخارجي في قضايا رشوة وتمكنت سيدة في عقدها الخامس من العمر، تلقب ب«مدام دليلة»، بولاية سكيكدة، من جرّ مسؤولين في البنك الخارجي بالولاية، ومسؤولين في شركات أجنبية، إلى التحقيق في قضية وصفت بأكبر قضية رشاوى خلال السنة الماضية. والغريب في القضية، أن المتهمة الرئيسية لا تقوم بأي نشاط تجاري، وتمكنت بفضل دهائها من التلاعب بمسؤولين كبار وإطارات في البنك الخارجي الجزائري، الذين لايزالون الى غاية الساعة تحت الرقابة القضائية. «مدام دليلة» قامت بتحويل مبلغ بالعملة الصعبة إلى الخارج، يقدّر بنحو 18 مليار سنتيم بالعملة الوطنية، وذلك بعدما سهّل لها العملية إطارات ومسؤولون في البنك الخارجي الجزائري بسكيكدة، بعدما تلقوا رشاوٍ بمئات الملايين مقابل التستر ومساعدة المتهمة في عمليات تبيض الأموال والتحويلات غير القانونية إلى الخارج، وليكون خلال العملية عدد المتورطين 13 إطارا. مدير ولائي يطلب 100 مليون رشوة من مقاول تمكنت إدارة الاستعلامات والتحريات بولاية تبسة، في عملية نوعية لها، من الإيقاع بالمدير الولائي للوحدة التجارية للكهرباء والغاز، وهو بصدد تسلّم رشوة من أحد المقاولين بالولاية. وجاءت القضية بعدما طالب المقاول، مدير المؤسسة في عدة مناسبات، تمكينه من مستحقاته المالية، غير أن المدير كان في كل مرة يطالب المقاول بمنحه مبلغا ماليا مقابل تمكينه من تحصيل مستحقاته، ليتم الاتفاق على المبلغ المطلوب وهو 100 مليون سنتيم، يتم تسليمه في مكتب المدير، أين ضبط المدير في حالة تلبس، أثناء خروج المقاول ودخول عناصر الأمن، أين وجدت المبلغ في درج مكتبه. رشوة ب39 مليونا لمعاينة عتاد بقيمة 26 مليون سنتيم! تورّط مرشد فلاحي يدعى «م.ر»، أب ل6 أبناء، في قضية رشوة، من خلال تلقي مزية غير مستحقة، وفقا للقانون المتعلق بالفساد ومكافحته، وعن الحيثيات فتعود إلى تاريخ 2 أكتوبر المنصرم، عندما ضبط ببلدية الحاسي متلبسا بتسلّم مبلغ 39 ألف دج جزائري من شاب فلاح يبلغ من العمر 26 سنة، وهذا مقابل تسوية ملفه المتعلق بمعاينة عتاد فلاحي متمثل في آلة جمع الحليب قيمتها المالية 26 مليون سنتيم. مسؤول مصلحة الأمن ببلدية خنشلة يتلقى رشوة ب10 ملايين عالجت محاكم كل من دائرة ششار وقايس وخنشلة خلال السنة المنصرمة، 3 قضايا تتعلق بالرشوة، تورط فيها مسؤولون، وأدين اثنان منهم، فيما تمت تبرئة أحدهم بعد توقيفه وسجنه لوجود شبهة، أهمها قضية مسؤول الأمن والوقاية ببلدية خنشلة، الذي تم توقيفه من قبل مصالح الأمن إثر كمين نصب له على خلفية شكوى تقدّم بها أحد الضحايا، أين تم الإيقاع به متلبسا بتسلّم مبلغ 10 ملايين سنتيم، مقابل تسوية وضعية ملف إداري متعلق بالسكن، وقد قدّم أمام وكيل الجمهورية بمحكمة خنشلة الذي أمر بعد الاطلاع على حيثيات ملف الضبطية القضائية وسماع المتهم والأطراف ذات الصلة، بإيداعه الحبس المؤقت في انتظار المحاكمة التي أدين فيها عن التهمة المنسوبة إليه، بثلاث سنوات سجنا نافذا وغرامة مالية. رئيس نادي، طبيبان، مفتش شرطة ورئيس مصلحة في الحماية المدنية ضبطوا متلبسين بتلقي رشاوى ببرج بوعريريج برج بوعريريج وعلى غرار كل ولايات الوطن، شهدت عدة قضايا تتعلق بالرشوة، تورط فيها مسؤولون في إدارات ومؤسسات عمومية وحتى نوادٍ رياضية، ومن بين أهم القضايا، تلك التي ضبط فيها مسيّر فريق ولاعب سابق، متلبسين بتلقي رشوة ترتيب نتيجة مباراة مقابل 5000 دينار في رابطة برج بوعريريج. وقد اهتزّت ولاية البرج إثر فضيحة أخرى في قطاع الصحة، تورط فيها طبيبان، الأولى تتعلق بضبط طبيب متخصّص في جراحة العظام، متلبسا بتسلّم مبلغ 12 ألف دينار، مقابل عملية جراحية بمستشفى بوزيدي لخضر بمدينة برج بوعريريج، أين تم إلقاء القبض عليه متلبسا، وتم اقتياده إلى مقر الأمن الولائي من طرف عناصر فرقة الشرطة القضائية بأمن الولاية، وتتعلق القضية الثانية، بتلقي طبيب متخصّص في جراحة العظام، رشوة بقيمة 600 دينار، طلبها من أحد المرضى نظير إنجاز خبرة طبية. توقيف مفتش تربوي متلبسا بالرشوة في بسكرة أوقفت مصالح الأمن الحضري الخامس بولاية بسكرة، مفتش مادتي التاريخ والجغرافيا للطور الثانوي، متلبسا بتلقي رشوة قدرها عشرة آلاف دينار من أستاذ متربص بمتقنة في دائرة سيدي خالد، القضية كشفها الأستاذ الضحية لمصالح الشرطة، التي باشرت الإجراءات مع النيابة، وتمكنت من توقيف المفتش المتهم وسط مدينة بسكرة، بعد تسلّمه المبلغ المالي الذي تم الاتفاق عليه سلفا مع الأستاذ، ليتم تقديمه أمام العدالة التي أصدرت في حقه حكما ب5 سنوات سجنا نافذا.