حققت الدعاية الانتخابية للمرشح للرئاسيات المصرية وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي عبر وسائل الاعلام الثقيلة نسبة مشاهدة عالية وقبولا معتبرا في الاوساط الشعبية حسب الاصداء المسجلة. وحسب مؤيديه فإن سبب تسجيل السيسي هذه الشعبية والقبول الكبير هو "صدق خطابه" الذي يتميز ب"المصراحة" والبعد عن "الوعود الانتخابية" فيما يتعلق بالكلفة الاجتماعية والسياسية للخروج من الازمة المتعددة الاوجه التي تعيشها مصر . وقد دفعت المتابعة الكبيرة لحواراته في إطار الدعاية الانتخابية الصحف والقنوات التلفزيونية العامة والخاصة الى التسابق لاقتناص أحاديث معه على سبيل الريادة وهو ما يثير حفيظة حملة منافسه حمدين صباحي الذي انتهج خطة حملة انتخابية تعتمد على التجمعات الشعبية التي فضلا عن أنها مضنية ومحدودة في المكان والزمان لم تحقق الصيت الاعلامي المطلوب. وعلى مدى نحو أسبوعين من انطلاق الحملة الانتخابية للرئاسيات في مصر عمق السيسي الفارق بينه وبين منافسه صباحي ووضعه في زاوية الدفاع وأخلط أوراق خططه الدعائية مستحوذا بذلك على أضواء وسائل الاعلام الدولية واهتمام الدوائر الدبلوماسية الغربية التي تصفه بالرئيس المستقبلي لمصر بدون منازع. وفيما ترى تحليلات مراقبين محليين ان الرئاسيات المقبلة سيلعب فيها التيار الاسلامي عموما دورا لصالح صباحي "عقابا " للسيسي على موقفه المعلن بتقييد الطموح السياسي لأحزاب هذا التيار من خلال حظر استعمال الدين كوسيلة للوصول الى السلطة وان كان ذلك لا يمنع السيسي -- حسبهم -- من الوصول الى سدة الرئاسة ولكن بنسب أقل مما هو متوقع. وعلى الصعيد الرسمي أعلنت أحزاب وحركات منتمية لتيار الاسلام السياسي بمصر ومنها حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الاخوان المسلمين واحزاب تحالف "الدفاع عن الشرعية" المؤيد للرئيس المعزول محمد مرسي مقاطعتها للانتخابات الرئاسية وهددت بتصعيد الفعاليات الاحتجاجية داخل وخارج البلاد لعرقلة المسار الانتخابي غير ان ذلك لا يمنعها من محاولة خلط الاوراق للمشرح السيسي الذي اتخذ قرار عزل مرسي بعد المظاهرات العارمة في 30 يونيو التي رفعت مكلب تنحية مرسي وانهاء حكم الاخوان المسلمين. و خرج عن صف التيار الاسلامي حزب النور السلفي الذراع السياسية للجماعة الاسلامية الذي أعلنت قيادته دعمها للمرشح السيسي رغم ان مراقبين يرجحون تشتت أصوات قاعدته بين المرشحين أو المقاطعة لاسيما بعد تصريحات الاخيرين المتعلقة بحظر مشاركة الاحزاب الدينية وجماعة الاخوان المسلمين في الحياة السياسية بالبلاد. وتؤيد 8 حركات واحزاب سياسية المرشح حمدين صباحي في الرئاسيات وشكلت تنسيقية ضمت حزبي الدستور والعدل وشباب حزب المصري الديمقراطي وحركات صغيرة اخرى فيما انضم الى حملة السيسي أكثر من 21 حزبا سياسيا وعشرات الحركات غير أن هذه القوى السياسية سواء المؤيدة لهذا أو ذلك غير مهيكلة وليس لها قواعد شعبية تمكنها من لعب دور المنافس القوي للإسلاميين وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين وكذا لفلول النظام الأسبق لحسني مبارك وهو الهاجس الذي كان وراء تسبيق الانتخابات الرئاسية خوفا من استغلال الإسلاميين لهذه الثغرة والعودة بقوة عبر البرلمان المنتخب وفرض حكومتهم والتغلغ من جديد في دواليب الحكم تمهيدا للعودة للرئاسة. ويبقى هذا الهاجس مطروحا بقوة على الرئيس المقبل والطبقة السياسية في مصر قبل تنظيم الانتخابات البرلمانية المقرر أواخر السنة الجارية وتجري حاليا عملية التحضير للاطارالتشريعي لهذه الانتخابات والذي سيتم الانتهاء منه في يوليو المقبل والمتمثل في شقين الأول يتعلق بتعديل قانون مجلس النواب الموسع المقبل الذي ينتظر أن يضم 630 مقعدا ومن ذلك تحديد نسب النظام الانتخابي المختلط بين الفردي والقائمة وتقسيم الدوائر الانتخابية وتحديد النسب الممنوحة لكل من الفئات المعينة أما الثاني فيتعلق بقانون مباشرة الحقوق السياسية لتحديد من يشملهم العزل السياسي.