شكك قائد الجيوش الأميركية بقدرة القوات العراقية على استعادة مناطق سيطر عليها مسلحون منذ أسابيع، في وقت باتت تواجه حكومة نوري المالكي تحديات جديدة إثر تلويح إقليم كردستان بورقة "الانفصال".وقال رئيس هيئة الأركان العسكرية الأميركية المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، إن القوات العراقية تستطيع الدفاع عن بغداد، لكنها ستواجه صعوبات في الانتقال إلى الهجوم لاستعادة الأراضي الخاضعة لسيطرة المسلحين.لكن الصعوبات و"المشاكل اللوجستية" التي تواجه الجيش العراقي، لا تعني بالضرورة أن الولاياتالمتحدة ستقوم بالتدخل عسكريا، إذ أضاف دمبسي قائلا "لست في صدد القول إن الأمور تسير في هذا الاتجاه".بدوره، قال وزير الدفاع الأميركي، تشاك هغل، إن نحو 200 مستشار عسكري أميركي منتشرين في العراق حاليا لتقييم الأوضاع، لكنه شدد على أن الولاياتالمتحدة لن تنخرط في العمليات القتالية في هذا البلد.وكان الرجلان يتحدثان في مؤتمر صحفي مشترك في البنتاغون، حيث أوضح ديمبسي أن حملة عسكرية عراقية لدحر المقاتلين ستستغرق وقتا من أجل الإعداد لها، ويجب أن ترافقها مؤشرات واضحة من حكومة بغداد إلى أنها مستعدة للحوار مع السنة والأكراد.إلا أن تصريحات ديمبسي تزامنت مع وضع رئيس إقليم كردستان العراق، مسعود بارزاني، الأكراد على طريق الانفصال بعدما طلب الخميس الاستعداد لتنظيم استفتاء على حق تقرير المصير، في تحد إضافي لوحدة هذا البلد.وقال بارزاني في خطاب في البرلمان المحلي للإقليم الكردي "اقترح عليكم الاستعجال في المصادقة على قانون تشكيل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات لكردستان، لأن هذه هي الخطوة الأولى، وثانيا إجراء الاستعدادات للبدء بتنظيم استفتاء حول حق تقرير المصير".ويشوب العلاقة بين بغداد والإقليم، الذي يتمتع بحكم ذاتي منذ بداية التسعينات، توتر يتعلق أساسا بالمناطق المتنازع عليها بين الطرفين وبعائدات النفط وصادراته، علما بأن الانهيار الأمني سمح للقوات الكردية بالسيطرة على بعض تلك المناطق.