يصدر بعد شهر كتاب "الإرهابي" لمؤلفه عبد الرحمن زكاد، وهذا بعد أن رفضت أكثر من 30 دار نشر جزائرية نشره، حسب الكاتب، الذي قال إن أسباب عزوف دور النشر تلك عن نشر المُؤَلف تلخصت في التوجس من محتواه بسبب عنوانه. * * يعكف الكاتب عبد الرحمن زكاد، حاليا، على وضع اللمسات الأخيرة على كتابه المعنون ب"الإرهابي" الذي ستتكفل بنشره مكتبة "ألف ورقة"، بعد موافقة لجنة وزارة الثقافة على محتواه. * ويشير الكاتب عبد الرحمن زكاد في تصريح ل"النهار"، أنه "لاقى عدة صعوبات"، في سبيل تحقيق هذا الكتاب التربوي، حسبه، وذلك بعد عرضه على 30 دار نشر جزائرية رفضت نشره أو حتى الرد على صاحبه، ما عدا اثنين منها اعتذرتا عن عدم القدرة على نشره بسبب ضيق الوقت. * وقال الكاتب أن مجرد هذه الإجراءات البسيطة والاتصالات مع دور النشر كلفته مبالغ من المال كمصاريف إضافية، إلى غاية أن إلتقى بمدير مكتبة "ألف ورقة" سيد علي سخري، الذي عرض الكتاب على لجنة بوزارة الثقافة وقبلت محتواه، بعدما جرى التأكد من أن الكتاب تربوي، وليس من شأنه إثارة الضغينة والفتنة. وفي هذا الإطار، يلوم الكاتب دور النشر التي قال أنها رفضت طبع الكتاب من دون الإطلاع على محتواه، والتخوف منه بمجرد قراءة عنوانه "الإرهابي". * من جهة أخرى، قال زكاد في لقائه ب"النهار" أنه استغرق في اعداد هذا الكتاب ما يقارب عشر سنوات، حيث بدأه سنة 1992، وانتهى منه سنة 1999، مضيفا أنه انتظر 10 سنوات ليرى هذا الكتاب النور، وأنه كان مستعدا للانتظار 50 سنة أخرى من أجل تحقيق مبتغاه. * وعن محتوى كتاب "الإرهابي"، قال مؤلفه أنه أراد من خلاله أن يبحث في أسباب إلتحاق الشباب الجزائري بالجماعات الإرهابية في الجبال، مضيفا أن حجة الهروب من "الحڤرة" غير مقنعة، لأن هذه الظروف قد تكون في أي مكان أو زمان، و"المحڤور" لا يبرر له قتل غيره في أي حال من الأحوال. * ويضيف الكاتب أنه لابد من إجراء بحوث في علم النفس وعلم الاجتماع من أجل فهم عميق لأبعاد ظاهرة الإرهاب، مشيرا إلى أنه وجد من خلال مقاربة أجراها أن أولئك الذين يغضبون على أبائهم وأمهاتهم أو على الحكومة، ويثورون ضد البلد أو الوطن، هم أولئك الملفوظين اجتماعيا والفاشلين في كل مجالات الحياة، ليضيف المتحدث أن من نجحوا مثلا في شهادة البكالوريا تجدهم يعيشون عيشا سويا، لكن الفاشلين فيها يثورون ضد أبائهم. * وأضاف زكاد أن كتابه هو حصيلة دراسات واستطلاعات ميدانية قام بها في مختلف المناطق التي كانت مسرحا لعمليات إجرامية ومعاقل للإرهاب، على غرار براقي، الأربعاء، سيدي موسى، موضحا أنه قام بالتدقيق من خلال تلك الدراسة، في الأسباب الحقيقية التي تجر الشباب إلى الالتحاق بالإرهاب، وتسقطهم في فخ الجماعات الدموية. * وطرح الكاتب بذلك مشكلة الاتصال في المجتمع الجزائري، وبالتحديد وسط أفراد العائلة الواحدة، أو اتصال الفرد مع حكومته، أو بوزير ما، ليتطرق في ذات الوقت إلى عدم مسايرتنا للتكنولوجيا ووسائلها المتطورة، وهي قطيعة قال عنها المؤلف أنها ناتجة عن الجهل، سرعان ما خلقت نوعا من القلق لدى الفرد، الذي يجد نفسه غالبا عاجزا عن تسيير آلة معينة، أو حتى فك عطل سيارته. قبل أن يضيف المؤلف أن ما ستواجهه الجزائر سيكون أخطر في المستقبل، لأن الاستعمار الحالي هو استعمار تكنولوجي، والمعركة الآن حسبه هي معركة اتصال.