النهار تحاور مسؤول الشركة الايطالية المكلّفة بانجاز السكك الحديدية المكهربة بعد اعتناقه الاسلام في تلمسان - تأثرت بمظاهر التكافل بين المسلمين خلال رمضان الماضي - رفضتني والدتي وطلقتني زوجتي ورحلت عني رفقة أولادها لما علموا بإسلامي قام عشية شهر رمضان الجاري، رعية إيطالي بإشهار إسلامه بعدما نطق بالشهادتين أمام جموع من المصلين ويتعلق الأمر بمسؤول الشركة الإيطالية المؤقتة المكلفة بإنجاز خط السكة الحديدية المكهربة شرق-غرب بالجزائر وإسمه سابقا "جينارو"، أين تقدم الأخير من مسجد قرية سيدي السنوسي التابعة إقليميا لبلدية سيدي العبدلي شرق تلمسان لترسيم إسلامه مطلقا على نفسه إسم "محمد الأمين ". ولم تمض قصة هذا الرجل مع الإسلام بردا وسلاما بل رافقتها عواصف هوجاء داخل أسرة "جيناروا" بإيطاليا حيث رفضت والدته قرار اعتناقه الإسلام في البداية وحاولت التبرأ منه قبل أن تتراجع وتدخل معه في الخط لأنها شعرت بالسعادة النفسية التي يحسّها إبنها بسبب الإسلام أما زوجته فتخلّت عنه، وفرّت رفقة أطفالها نحوعائلتها بعد موافقته على الطلّاق منها بسبب تعارض ديانتهما كما تركت حادثة إسلام مدير الشركة الإيطالية المشرفة على تسيير مشروع القرن المتعلق بخط السكة الحديدية المكهربة شرق-غرب أثرا بالغا في نفوس سكان قرية سيدي السنوسي فتوطدت علاقتهم به أكثر، وبعدما كانوا يلتقون به في مقر الشركة ومقاهي القرية أصبحوا يجدونه برفقتهم في المسجد بعد إعلان إسلامه وهوما شكل فرحة عارمة لهم خاصة في ظل تزايد حملات الإساءة إلى رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام بأوروبا خلال هذه الفترة. قامت النهار بالإتصال به وأجرت معه حوارا من أجل معرفة سر دخوله للإسلام حيث قال في بداية الحوار أنه سعيد بدخوله أمة محمد عليه الصلاة والسلام قائلا "عاصرت العام الماضي عمالي، وهم يجدّون ويكدّون تحت الشمس الحارقة دون أن يظهر عليهم أثر الّتعب، خلال شهر رمضان فعلمت حينها بالفائدة المعنوية التي يتركها الصوم 30 يوما على الجسم والعقل ولم أر عمالي أكثر رزانة وإجتهادا مما رأيتهم عليه في شهر رمضان فالصوم كان يشجعهم على التنافس لبذل المزيد من الجهود وكان أيضا يغرس فيهم روح التعاون والتكافل، حيث أراهم يتبادلون الوجبات فيما بينهم ويزورون بعضهم بإستمرار خلال هذا الشهر نهارا وليلا كما أنهم كانوا يشعرون بسعادة عارمة دون سبب كل هذا جعلني مقتنع بأن الإسلام دين التسامح والعمل والإيخاء فقررت أن أدخل الإسلام عن قناعة وأصوم شهر رمضان مع عمالي لأول مرة في حياتي". كيف كانت رد فعل والديك وزوجتك وأولادك من هذه الخرجة ؟ - رفضت والدتي في بادئ الأمر هذا القرار واعتبرته الحد الفاصل بيني وبينها قبل أن تتكيف معه تدريجيا وترضى به لما أدركت أن السعادة التي أشعر بها على غير العادة سببها إعتناق الإسلام لكن زوجتي طلّقتني وفرّت دون رجعة بأولادي معها بعد تعارض ديانتنا لكن هذا لم يمنعن من المضي قدما كما أفكر في الإرتباط بفتاة مسلمة لأني مازلت شابا وأملك مؤهلات الزواج . من هم الأشخاص الذين وقفوا إلى جانبك وساعدوك على ترسيم قرار إسلامه ؟ -إمام قرية سيدي السنوسي وعمال الشركة يرافقونني تقريبا طوال الوقت لتعليمي أمور الدين ولدي كتاب يفسّر معاني القرآن بالفرنسية يرافقني في عملي كما أتلقّى دروسا لتعلم العربية بمساعدتهم أيضا كي أتمكّن مستقبلا من قراءة القرآن الكريم وحفظه وأنا انوي مستقبلا في حج بيت الله ودعوة عدد آخر من الأجانب للإسلام الذي جلب لي راحة لم أشعر بها من قبل. بعد إسلامك هل ستحث غيرك من الأجانب على الإسلام ؟ -أكيد ... هناك رعية إيطالي آخر في الشركة التي أدرها على وشك الإعلان عن إسلامه بسبب تأثره بمظاهر التكافل والمودة بين المسلمين لكن شرط ترك المجال له ولغيره من أجل الإقتناع بقرار الإعتناق. ماذا عن الصوم وكيف تحضر له ؟ - وقفت العام الماضي على حال المسلمين وهم يصومون فتعلمت منهم عدة أشياء تدفع عنهم التعب والعطش خلال أيام الحر من خلال المواظبة على السحور بالحليب والتمر، كما كانوا يصومون الأيام البيض والإثنين والخميس هي السنّة التي دأبت عليها قبل دخول شهر رمضان، حيث صمت وأفطرت في أحضان عدة عائلات بسيدي السنوسي وتلمسان. ماذا عن التحضيرات المادية مصروف المائدة ؟ - نسّقت مع عائلات من أجل المساهمة معها في شراء كل ما يحتاجه المطبخ من خضروات ومواد غذائية خاصة ما يدخل في طهي الحريرة التي تعودت على أكلها خلال صيام أيام الإثنين والخميس كانت الطبق المفضل والمتميز بالنسبة لي
ماذا تقول لمن شككوا في إسلامك ؟ - تلقيت مضايقات من أصدقاء مسيحيين بسبب إسلامي لكن لا يهمني الأمر ما دام ذلك أراحني نفسيا وغيّر مجرى حياتي نحو الأفضل يكفيني أن أحبني كثير من الناس هنا الصغير والكبير هكذا دون خلفيات. مسؤول الشركة الإيطالية "محمد الامين " الذي صنع الحدث حقا بإسلامه، وأصبح قبلة يزروها الكبير والصغير الفقير والغني حظي برضا الناس، وحبّهم له ليس لأنه منحهم سيّارات أو فيلات أو وفّر لهم فرص إقامة في الخارج وتأشيرات مجّانية كما يحبه الكثير من الناس بل لأنه أسلم عن صدق فأحب الله إسلامه وحبب الناس إليه . محمد الأمين ختم حواره مع "النهار" بكلمة قلّما تقال حاليا وهي إصراره على لقاء كل من يريد الحديث إليه وأخذ صورة له في "المسجد" وهي الكلمة التي ردّدها بالعربية عدّة مرّات وهذا دلالة على الإنتصارات المتتالية التي حقّقها الإسلام في ظرف وجيز بعد الحملة الشرسة التي تبنّتها وسائل الإعلام الغربية في نفس الفترة على شخصية الرسول محمد عليه الصلاة والسلام من خلال نشر صور كاركاتورية مسيئة له وبالعكس زادته هذه الحملة إنتصارا وعظمة على الأعداء خاصة اليهود الذين يحركون هذه المؤامرات الشريرة في كل أقطار العالم. موضوع : رغم تخلّي والدته وزوجته عنه مسؤول شركة ايطالية يفتح قلبه للنهار بعد اسلامه 0 من 5.00 | 0 تقييم من المستخدمين و 0 من أراء الزوار 0