علمت "النهار" من مصادر متطابقة، أن الجماعات الإرهابية في الجهات الجنوبية الشرقية من ولاية بومرداس، قد عمدت في المدة الأخيرة على منع السكان من الالتحاق بحقول الزيتون لجنيه، خاصة تلك الموجودة في الأماكن البعيدة و المعزولة، و التي تعرف تحركات مشبوهة لعناصر إرهابية، أو تلك التي تعتبر معاقل لها. حيث أوضحت لنا مصادر عديدة، أن السكان الأصليين لقرية "جراح" في الجبال الغربية لبلدية عمال، قد منعوا من الالتحاق بحقولهم من طرف عناصر إرهابية قبل أيام. وكانت هذه القرية قد عرفت هجرة جماعية لسكانها، بعد مجزرة إرهابية أواخر صيف 1994، وتعتبر المنطقة من معاقل الجماعة السلفية للدعوة و القتال. كما منع سكان قرية "إغزر إباون" بأعالي بلدية بني عمران في الحدود مع قدارة و تيجلابين، من الالتحاق بحقول الزيتون التابعة لهم و الموجودة في المناطق المنعزلة و الوعرة، قرب الوديان و الشعب و الأدغال الكثيفة. هذه المعلومات الجديدة، تأيد الفرضيات التي أكدت سابقا لجوء فيول الإرهاب في الجماعة السلفية للدعوة والقتال بولاية بومرداس، إلى جني الزيتون من الأماكن التي لا يصل إليها أصحابها، نظرا لبعدها و عزلتها و استعماله كمؤونة لضمان قوتهم، بعد جفاف منابع التمويل وتقويض دعائم خلايا الدعم و الإسناد بعد الحصار الذي تفرضه قوات الأمن، خاصة في الجهات الشرقية من الولاية، بداية من غابة سيدعلي بوناب في الحدود مع تيزي وزو، مرورا بأعالي دلس و تاورقة، وصولا إلى عمال، بني عمران و قدارة.