يتواجد ضباط أمريكيون حاليا في كل من موريتانيا ومالي من أجل القيام بعمليات عسكرية مشتركة مع الجيشين بهدف محاربة انتشار التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل. ويتلقى الجنود الماليون تدريبات عسكرية مكثفة على يد الأمريكان، حيث تقوم بذلك قوات أمريكية مشكلة من عناصر الكومندوس تصل إلى 40 رجلا. وحسب مصادر إعلامية مالية فإن الجنود المكلفين بمحاربة الإرهابيين المفترضين انتشرت على طول الأراضي الوعرة على مسافة قدرت بحوالي 600 ميل إلى الشمال الشرقي من ساحة المعركة. وتهدف هذه التدريبات إلى تكوين فريقين فريق يمثل القاعدة وفريق من الأمريكيين يلاحقونهم على شكل حرب العصابات. إلى ذلك نقلت صحيفة الخليج الموريتانية قولها إن ضباطا أمريكيين متواجدون حاليا في مدينة روصو لتدريب قوات عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية السادسة، فيما يتولى ضباط وخبراء عسكريون فرنسيون تدريب وحدات الجيش في المنطقة العسكرية السابعة شمال البلاد، وهي خط متقدم لمواجهة خلايا تنظيم قاعدة المغرب. ووفق الصحيفة فإن الوجود الغربي مؤشر على اهتمام غير مسبوق بالمنطقة، ويتجلى ذلك من خلال الدعم اللوجستي لوحدات مقاومة الإرهاب في شمال موريتانيا على الحدود مع الجزائر، ورغم الاهتمام الأمريكي المتزايد بالمنطقة وموريتانيا خصوصا، إلا أن العلاقة بين البلدين تضيف الصحيفة- يطبعها التذبذب، ففي الوقت الذي يلمس فيه المراقبون أن العلاقات أصبحت أكثر من جيدة بعد انتخابات 2009 والتي كانت قبلها متوترة وتمثل ذلك في الموقف الأمريكي المعارض لانقلاب 6 أوت 2008 إلى حد تهديد الإدارة الأمريكية بالتدخل العسكري الإفشال الانقلاب حينها، غير أن تلك المخاوف سرعان ما تبددت من خلال الموقف الجديد للولايات المتحدة بعد الانتخابات، حينما عبرت واشنطن عن ثقتها في عودة العلاقات بينها وبين نواقشوط إلى مجاريها الطبيعية، بل وتطلعها لتعزيزها مع السلطات الجديدة، غير أن بعض المراقبين لا يولون اهتماما لتلك الإشارات الصادرة من واشنطن، بل إنهم يذهبون إلى أبعد من ذلك من خلال التأكيد على أن العلاقات بين البلدين مازال يطبعها الفتور والغموض، ويعد قطع العلاقات مؤخرا مع إسرائيل مؤشرا على أن الثقة بين البلدين لم تعد على أحسن حال وأن ''اللوبي الصهيوني الذي يتحكم في دوائر القرار الأمريكي لن يغفر لموريتانيا خطيئتها''.ورغم الرغبة الأمريكية في اختراق دول المنطقة وخصوصا موريتانيا، فإن حربا غير معلنة تدور رحاها على الساحة الإقليمية بين الأجهزة الأمنية الأمريكية ونظيرتها الفرنسية على النفوذ في المنطقة، وتسند الصحيفة لبعض المراقبين قولهم إن المعركة ستكون شرسة بين الطرفين، فرنسا التي تعتمد خبرتها كقوة استعمارية والولايات المتحدة كقوة دولية تسعى لبسط هيمنتها على العالم.